🌿ويَبْغُونَهَا عِوَجًا🌿
💧عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنَّ اللَّهَ – تعالى- يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها” أخرجه أبو داود (4291) ، وصحَّحه الألباني
💧فقد تكفَّل الله تبارك وتعالى بأن يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها من المصلحين الصالحين ، الذين يُحيون السنن، ويسيرون على درب الأنبياء ويكونون من ورثة الأنبياء.
💧على الجانب الآخر أيضًا فقد قدَّر تبارك وتعالى بحكمةٍ منه أن يخرج علينا ما بين الحين والآخر من يُشوش على الناس أمر دينهم ويحاول أن يزعزع الثوابت التي درجت عليها الأمة .
👈فترى شياطين الإنس يُلقون على الناس الشُبُهات ، ويقولون أقوالًا لم يقل بها إنسٌ قبلهم ولا جان ، إلا من أضله الله -تعالى- على علم وختم على سمعه و قبله ، وجعل على بصره غشاوة .
👈هؤلاء هم بعَث الشيطان ، بعث إبليس يبعثهم بين الحين والآخر ، يُشككون في ثوابت الدين .
💧ولقد كانت من سنة عمر – رضي الله عنه- أن يسعى سعيًاً حثيثًا إلى وأد هذه الشُبُهات من مهدها ، ولا أدل على ذلك من موقفه رضي الله عنه في قصة صبيغ الذي سأل عن قوله تعالى ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا).
💧روى الدارمي في سننه(1/54) عن سليمان بن يسار أنَّ رجلًا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فأرسل إليه عمر – رضي الله عنه- وقد أعد له عراجين النخل فقال: من أنت؟قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عمر عرجونًا من تلك العراجين فضربه ،، وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه، فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي! وهذا من الفاروق عمر سُنة متبعة مع كل من سوَّلت له نفسه أن يلقي وأن يُفسد على الناس أمر دينهم .
👈وحقًاً ” من أمِن العقابَ أساء الأدب” . فصبيغ قد سأل عن ذلك من باب ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد، وسؤاله لم يكن عن المعنى فحسب ، بل أراد كيفية الأمر المسؤول عنه ، وهذا الذي فهمه عمر – رضي الله عنه – من سؤال صبيغ، فأدَّبه عمر – رضي الله عنه – وعزره ونفاه إلى البصرة.
💧هذه سنة عمر وسنة أولي الأمر والعلماء في كل عصر ، وعندنا في قصة الجعد بن درهم الذي نفى الخلَّة عن إبراهيم عليه السلام ونفى أن الله -تعالى- قد كلَّم موسى عليه السلام ، فقام خالد بن عبد الله القسري ، الذي كان واليًا على العراق في صبيحة يوم الأضحى فربطه تحت المنبر ، ثم قال خالد أيها الناس : ضحوا تقبل الله ضحاياكم ، فإني مُضحٍ بالجعد بن درهم ؛ فإنه زعم أن الله – تعالى – لم يكلِّم موسى تكليمًاً، ولم يتخذ إبراهيم خليلًاً ، ثم نزلت فذبحه.
👌🏻حقًا والله، من أمن العقاب أساء الأدب
💧قال الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر، ينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام .(سير أعام النبلاء(10/29) ، فعندما يصبح الدين هكذا كلأً مباحًا لكلاب الأرض تنهش في عظمه قبل لحمه ، وتطعن في ثوابته بعد شرائعه فهذا إن دل فإنما يدل على أنَّ هؤلاء يعلمون أنهم سيتكلمون بما شاءوا دون رادع.
👌🏻لذا علينا في زمن الفتن أن نتعلق بالسنن ؛ فالسنة هي طوق النجاة في هذه الأزمنة .
💧لذا ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد [أن النبيَّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- خطَّ خطًّا مستقيمًا, فقال : هذا سبيلُ اللهِ , ثم خطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، وقال : هذه السبُلُ على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثم تلا هذه الآية (وأِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكم عَنْ سَبِيلِهِ “