الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 - 03 ديسمبر 2024

مقالات”دماء من بيت النبوة” (3)

🔺دماء من بيت النُبوَّة🔺

3️⃣ المقال الثالث:

✒️محنة الحسين رضي الله عنه ((الجزء الثاني))

🌱وقبل أن يذهب الحسين- رضى الله عنه- إلى العراق كان قد أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ، حتى ينقل له صورة عامة عمَّا يحدث في أرض العراق ، ويتبين حقيقة الأمر.

🌱وبالفعل خرج مسلم بن عقيل متوجهًا إلى الكوفة ، فلما علم أهل الكوفة بمقدم مسلم بن عقيل أقبلوا عليه ، وبايعه اثنا عشر ألفاً على النصرة والتأييد .

🌱فلما تقين مسلم بن عقيل من رغبة أهل الكوفة في نُصرة الحسين – رضي الله عنه – ورغبتهم في قدومه إليهم كتب رسالة إلى الحُسين – رضى الله عنه-يخبره أن أهل الكوفة ينتظرونه، وأنَّ أهل الكوفة قد بايعوه على الموت .

🌱فخرج الحسين –رضى الله عنه- عقب موسم الحج بريد الكوفة .

🔴فلما علم يزيد بن معاوية بذلك أرسل إلى والى البصرة عبيدَ الله بن زياد يأمره بالتوجُّه إلى الكوفة ليتبين حقيقة الأمر .

🔴وبالفعل توجَّه عبيد الله بن زياد من البصرة إلى الكوفة ، ثم بعث إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فأمر كلّ واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردّهم إلى بيعة يزيد بن معاوية. فكلّموهم في ذلك ، وبالفعل فقد جعل أهل الكوفة يتسللون وينصرفون عن مسلم بن عقيل ، فأمسى مسلم وليس معه إلا عدد قليل منهم.

🔴وماغابت الشمس إلا وقد وجد مسلم بن عقيل نفسه وحيداً، فقبض عليه ، وأمر عبيد الله بن زياد بقتله .

📕ولكنَّ مسلم بن عقيل قبل قتله كان قد بعث برسالة إلى الحسين ،
🔸كان قد كتب فيها:” ارجع بأهلك ، ولايغرنك أهل الكوفة ؛ فإن أهل الكوفة كذبوك وكذبوني ، ولست بكاذب لك في ذلك “🔸

📕ولكنَّ هذه الرسالة لم تصل إلى الحسين رضى الله عنه ، ولم يعرف بمقتل ابن عمه، فقرر الخروج إلى الكوفة ؛ وذلك بناءً على الرسالة الأولى لمسلم بن عقيل.

🌱وهنا لابد أن نبين موقف الصحابة – رضي الله عنهم- من ذلك ، فمما لا شك فيه أنهم قد نصحوا الحسين –رضى الله عنه- ألَّا يخرج ، وهذه أقوالهم بأسانيد صحاح كالشمس في رابعة النهار .

💭قال له ابن عباس –رضى الله عنه: احذر إنما دعاك أهل الكوفة للفتنة والقتال ، ولا آمن عليك أن ينقلبوا عليك.

💭وأما ابن عمر–رضى الله عنه- فقد لحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فشدَّد عليه ألا يخرج إلى العراق ، فقال الحسين:هذه كتبهم وبيعتهم، فلما أصر الحسين – رضي الله عنه- على الخروج اعتنقه ابن عمر – رضي الله عنهما- وقال: استودعك الله من قتيل .

💭ويقول أبو سعيد الخدري رضى الله عنه : غلبني الحسين بالخروج ، وقد قلت له: اتق الله في نفسك ، والزم بيتك ، ولاتخرج على إمامك.

💭وقال له عبد الله بن جعفر -رضى الله عنه- يقول:إني مشفق عليك من هذا الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك ، واستأصال أهل بيتك.

💭وقال له ابن الزبير رضى الله عنهما : أين تذهب؟! إلى قوم قاتلوا أباك وطعنوا أخاك .

💭حتى الفرزدق الشاعر كان قد لقي الحسينَ – رضي الله عنه- بعد ما خرج إلى أرض الكوفة: فسأله الحسين : من أين؟فقال الفرزدق: من أهل العراق، فقال الحسين : وكيف أهل العراق؟فقال الفرزدق: قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية ، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.

⭕ولما تقدَّم الحسين – رضى الله عنه- إلى الكوفة علم بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل ، فهَمّ أن يرجع من حيث أتى ، لكنَّ أقارب مسلم بن عقيل أبوا الرجوع حتى يأخذوا حقه ، وكانوا ثمانين رجلاً .

⭕وفى رواية :أنَّ الحسين – رضى الله عنه- لما تيقن من خذلان أهل العراق له، قال لمن معه :لقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف. فتفرَّق أكثر الناس، ولم يبق معه إلا أبناؤه وأقربائه وبعض المخلصين من أوليائه، ولمن يكن يزيد مجموعهم على المئة.

⭕فلما وصلوا إلى موضع من العراق قال الحسين–رضى الله عنه-: أي أرض هذه؟ فقالوا: هذه أرض كربلاء، فقال: أرض كربٍ وبلاءٍ.

⭕وفي أرض كربلاء صادف الحسين –رضى الله عنه- جيشًا لعبيد الله بن زياد والي البصرة على رأسه عمر بن سعد بن أبى وقاص يصل عدده إلى أربعة ألاف ، فأدرك الحسين –رضى الله عنه- خطورة الموقف ،فعرض على جيش عمر بن سعد عدة خيارات ليختاروا واحدًا منها:👇

1️⃣أن يتركوه يرجع من حيث أتى ، هو ومن معه.

2️⃣ أن يتركوه يذهب إلى الشام ليقابل يزيد بن معاوية .
3️⃣ أن يتركوه يذهب لثغر من ثغور المسلمين للجهاد فى سبيل الله .

📝فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بذلك، فقال: نعم، قد قبلت، فقام شِمر بن ذي الجوشن – وكان معروفاً بشدة عدائه وسخيمته على أهل البيت- فقال لابن زياد :لا والله،حتى ينزل على حكمك هو وأصحابه ، وإلا فَمُرْ عمر بن سعد أن يقاتلهم، فقال له ابن زياد: فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ.

📝وفى رواية أخرى :أنَّ عبيد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له:اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليَّ سلماً، وإن هم أبوا فليقاتلهم، فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن هو أبى فقاتلهم، فأنت أمير الناس.

🔘وهنا رفض الحسين رضى الله عنه ، و أبى أن ينزل أسيرًا عند هؤلاء القوم الذين تعنتوا معه .

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. أخرجه البخاري(1423)
  • دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ.أخرجه مسلم (656)
  • جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أُبْدِعَ بي فَاحْمِلْنِي، فَقالَ: ما عِندِي، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ علَى مَن يَحْمِلُهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن دَلَّ علَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ. أخرجه مسلم(1893)
  • مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ. اخرجه البخاري (1154)
  • مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ.أخرجه البخاري (614)