💠 رجـبـيـات 💠
❍ تتمة الحديث عن حقيقة ليلة الإسراء والمعراج.
▪️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يُعرفُ عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلةً على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصّحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها.
▪️ وقال رحمه الله: هذا إذا كانت ليلةُ الإسراء تعرفُ عينها، بل النقول في ذلك منقطعةٌ مختلفةٌ ليس فيها ما يُقطع به، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيصُ الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء لا بقيام ولا بغيره.
📌 إذن نقول: أما كَون هذه الليلة في شهر رجب فهو لم يثبت، كما ذكر الحافظ ابن كثير – رحمه الله –
📌 ثم نقول: ولو ثَبَت تعيين ليلة الإسراء في ليلة بعينها لم يَجُز للمسلمين أن يَخُصُّوها بشيء من العبادات و لم يجز لهم أن يحتفلوا فيها، وذلك لأمور:
♦️ الأول ♦️
أن النبي – صلى الله عليه وسلم – و أصحابه – رضي الله عنهم – لم يحتفلوا فيها و لم يخصوها بشيء، و لو كان الإحتفال فيها مشروعًا لَبَيَّنَهُ النبي – صلى الله عليه وسلم – للأُمَّة إما بالقول و إما بالفعل، و لو وَقَع شيء مِن ذلك عُرِفَ و اشتَهَر و نَقَلهُ الصحابة – رضي الله عنهم – إلينا.
⚡ فالإحتفال فيها بدعة ليس مِن دِين الإسلام.
♦️ الثاني ♦️
القاعدة في ذلك “” ثبوت فضيلة وقت ما، لا يستلزم انشاء عبادة ليس عليها دليل “”
▪️قال شيخ الإسلام ابن تيمية: بل غار حِراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي و كان يَتَحَراه قبل النُبُوَّة لم يَقصدهُ هو و لا أحد من أصحابه بعد النُبوة مُدَّة مَقامِهِ بمكَّة، و لا خَصَّ اليوم الذي أًنزل عليه فيه الوحي بعبادة و لا غيرها، و لا خَصَّ المكان الذي ابتدأ فيه بالوحي و لا الزمان بشيء .
📌 و مَن خَصَّ الأمكنة و الأزمنة مِن عِندهِ بعبادات لأجل هذا و أمثاله كان مِن جِنسِ أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم و عبادات، كيوم الميلاد و يوم التعميد و غير ذلك من أحواله، و قد رآى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جماعةً يتبادرون مكان يصلون فيه، فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: أتريدون أنْ تَتَخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك مَن كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصلي و إلا فليمضِ.
✍🏻 كتبه/ فضيلة الشيخ أيمن إسماعيل.
==5️⃣==