سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب “الأربعون العقدية”
6️⃣ السؤال السادس
✍️ما السبيل الواجب أن يتبعه العبد إنْ قَصُرَ فَهمُه عن إدراك حقيقة القدر❔
📝الجواب :
🔶العبد إنْ قَصُرَ فَهمُه عن إدراك حقيقة القدر عليه أن يقف على هذه الأصول الأربعة، فإنها – إن شاء الله- تُلَمْلِمُ له شَتاتَ ذهنِه، وتُرشده لما قدَّره الله -تعالى- بحكمته وإذنه.
👈وهذه الأصول هي :
🔸( كمال المِلْكية / كمال العَدْل / كمال الحِكمة /كمال الاصطفاء).🔸
1️⃣الأصل الأول : ” كمال الملكية “:
🔺قال -تعالى-:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[المائدة:120]
🔺فالله – عزوجل- هو مَلِكُ الناس حقّاً، وكلهم عبيده ومماليكه ، يُصرِّفُ أمورهم كما يشاء، {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء:23]
🔺ومن تأمل في حال الخلْق علم أنَّ الواحد منهم إذا تصرَّف فيما يَملكه ، فإنه لا يَرْضى أن يراجعه أحدٌ في ذلك؛ فكيف بمالِكِ المُلك عزوجل ⁉️
2️⃣الأصل الثانى : كمال العدل :
🔆قال -تعالى-:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[يونس:44]،
🔆وقال -تعالى-: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف:49]،
🔆وروى مسلم من حديث النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ: “يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلَا تَظَالَمُوا..”
💎فالله -تعالى- الذي وَسِعَتْ قدرتُه كل شيء قد حرَّم الظلم على نفسه؛وذلك لكمال عدله -عز وجل-، فما مِن جزاءٍ قضاه الله -تعالى- على عبد من عباده في الحال أو المَآل إلا وعَدْلُ الله -تعالى- ظاهرٌ بَيِّنٌ فيه،▫️ {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً…}[الأنعام:115]، ▫️ومن شكَّ وارتاب في ذلك فإنَّ هذا {مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة:90].
📖قال ابن كثير : ▪️ثم قال -تعالى- : { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الزمر:75]، أي: ونطقَ الكونُ أجمعُه -ناطقُه وبَهيمُه- لله رب العالمين بالحمد في حُكمه وعدْله؛ ولهذا لم يُسنِدِ القول إلى قائلٍ، بل أطلقَه؛ فدلَّ على أن جميع المخلوقات شَهِدَت له بالحمد.( تفسير القرآن العظيم (7/127))
📖قال ابن القيّم : ▪️{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فحذَفَ فاعلَ القول لأنّه غيرُ معيَّنٍ، بل كلُّ أحدٍ يحمَده على ذلك الحكم الذي حكم فيه، فيحمده أهل السماوات وأهل الأرض، والأبرار والفجّار، والإنس والجن، حتى أهل النار.
📖قال الحسن أو غيره: “لقد دخلوا النار وإنّ حَمْدَه لفي قلوبهم، ما وجدوا عليه سبيلاً”. ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص/65)).
⁉️ألا ترى أنهم ما حَمِدوا ربهم إلا لمَّا رأوا آثار عدْله فيهم⁉️
3️⃣الأصل الثالث : كمال الحكمة :
✒️فلله -تعالى- الحجة البالغة، وله الحكمة الكاملة، ذكرَ – تعالى – حكمته فيما يزيد عن ثمانين موضعاً من كتابه باسمه وصفته.
✒️فهو الحكيم – سبحانه- الذي يضع الأشياءَ مَواضِعَها، ويُنزلها منازلَها اللائقة بها في خلْقه وأمره، وهو ذو حكمة في قَسْمه وحُكمه، في هدايته وإضلاله لخلقه.
✒️فالله أعلم حيث يجعل هدايته، هو الحكيم في أحكامه القدَرية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية، ومَن أحسنُ من الله حكمةً وحكماً ؟!!
✒️هدى هذا بقدَره وحكمته ، ولِعلمه أنّ قلبه أرض طيبة تَقبل الهدى وتتنتفع به، وأضلَّ ذاك بقدره وحكمته، ولعلمه أنّ قلبه أرض خبيثة لا تقبل الهدى، فـ {أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[الجاثية:23]،خذلَه عن مَحَجَّة الطريق وسبيل الرشاد في سابق علمه على علمٍ منه بأنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية!
💎{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}[الأعراف:58]؛ فكذلك القلوب لمّا خاطبَها نداءُ الإيمان وافى محلّاً محباً في قلب المؤمن، ووافى محلاً سِباخاً في قلب الكافر.
4️⃣الأصل الرابع : كمال الاصطفاء :
🗯️احمدْ ربك أن عافاك وهداك واصطفاك: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص68].
🗯️ واستشعرْ فضله عليك: {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[يوسف:38].
🗯️{قُلْ إنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[آل عمران:73-74].
🗯️قال -تعالى- في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ…»(رواه مسلم)
🤲فاللهم ربَّنا لك الحمد عددَ خلْقِك، ورِضا نفْسِك، وزِنةَ عرشِك، ومِدادَ كلماتِك، اللهم لولا فضلك علينا ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزِلَنْ سكينةً علينا، وثبِّتِ الأقدام إنْ لاقَيْنا.
🗯️{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ…}[الأعراف:43]،
🤲 فاللهم أتْمِمْ نعمتك علينا حتى نسمعَ وعدك الحق {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تعملون}[الأعراف:43].
🔸وصلى الله عليه وسلم🔸