🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون ا
🗃السؤال العشرون: قالوا : نهى الشرع عن اتخاذ القبور مساجد، و المسجد النبوي به قبر النبي صلى الله عليه وسلم⁉
✍والجواب
🔰على هذه الشبهة من جوانب ثلاثة:
◾رد تاريخي ◾ورد أصولي ◾ورد عقدي
◼أولًا: الرد التاريخي : 💭عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم- لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَهُ , حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ – رضي الله عنه – سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ , قَالَ:” مَا قَبَضَ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ , ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ، فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ.
🍂لذا فقد دُفن النبيُ -صلي الله عليه وسلم – في حجرته في بيت عائشة رضى الله عنها، وقد كانت حجرتها ملاصقة للمسجد النبوى .
🍂وفي عهد الخلفاء الأربعة –رضى الله عنهم- زاد عدد المسلمين واحتيج إلي توسعة المسجد النبوي ، فقاموا بتلك التوسعات وكانوا لعلمهم وفقههم يتجنبون إدخال الحجرة التى بها قبر الرسول – صلي الله عليه وسلم – في المسجد .
🍂فلمَّا كان في خلافة الوليد بن عبد الملك في السَّنَة الثامِنة والثَّمانين من الهجرة ، فقد أراد الوليد أن يوسِّع المسجد النبوي ، فأمر عامله علي المدينة – عمر بن عبد العزيز- أن يدخل جميع حجرات زوجات النبي -صلي الله عليه وسلم – في المسجد بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .
🍂وقد شَقَّ ذلك على الفقهاء والعلماء، وكان فيهم سعيدُ بنُ المُسَيَّب ، فلم يرض سعيد بن المسيَّب بذلك ؛ لئلا يدخل القبر في المسجد النبوي . ومع إصرار الوليد بن عبد الملك علي ذلك فقد تم إدخال جميع حجرات أمهات المؤمنين إلي المسجد ، بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .
💭لذا لنا أن نقول في هذا الجانب أن ما فعله الوليد بن عبدالملك في هذا الباب يشبه ما ذكره الله – تعالى- في قصة فتية الكهف { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}.
🍂وبهذا يتضح لنا أمر مهم : أن القبر الشريف –على صاحبه الصلاة والسلام- إنما دخل في المسجد من جرَّاء التوسعات .
💭وعليه يقال : لا بُنى المسجد النبوى على القبر الشريف ، ولا قُبِرَ النبيُ –صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوى .
◼ثانياََ: الرد الأصولي :
💫إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم – قد نهي عن اتخاذ القبور مساجد سداً للذريعة وحسماً لمادة الفتنة التى تتمثل في الغلو في الصالحين ، فالقاعدة الأصولية تنص على أن : ” ما منع سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة ”
💫فالمصلحة العظيمة للصلاة في المسجد النبوى ، حيث تتضاعف أجر الصلاة فيه ألف صلاة عن الصلاة في غيره ، تترجح على منع ذلك سداً للذرائع المذكورة .
💫وكلا الأمرين منتفٍ في حق المساجد الأخرى التى بها أضرحة ؛ فلا الصلاة فيها متضاعفة حتى نرجَّح جانب المصلحة بالصلاة فيها ، ولا نحن أمنا وقوع البدع الشركية كما هو واقع عند المشاهد والأضرحة .
◼ثالثاََ:الرد العقدي :
💦قد نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن اتخاذ القبور مساجد سداً لذريعة الشرك ، كما سبق بيانه آنفاً ،وهذه العلة انتفت عن المسجد النبوي ؛🔹و ذلك من وجوه : 🔹
1️⃣القبر النبوي الشريف ليس ظاهراً كما هو حال الأضرحة في المساجد الأخري ، والتى تراها .
💦قال النووي وهو يذكر وضع القبر الشريف : قد بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام ويؤدي المحذور ، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا ؛ حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر .
2️⃣النبي -صلى الله عليه وسلم – قد دعا ربه فقال : ” اللهم لا تجعلْ قبرى وثناً يُعبد”
🌀وهذه الدعوة – بفضل الله- استجيبت للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد وضعت التحصينات والحواجز التى تحول دون الوصول للقبر الشريف ، ويُطرد عن القبر كل من يظهر أمراً من المغالاة أو المبالغة عند القبر النبوى .
🌀قال أبو العباس ابن تيمية :وقد استجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلم يُتخذ – ولله الحمد – قبره وثنًا يعبد، ولا يمكن أن يفعل عنده ما هو دون هذا
وذريعة إليه مما نهى عنه، فلا يستطيع أحد أن يفعل عند قبره منكرًا .
🌀لذا قال ابن القيم: فأجاب ربُ العالمين دعاءه … وأحاطه بثلاثة الجدران حتى غدت أرجاؤه بدعائه … في عزة وحماية وصيان.
💎نقول : فأين هذا مما يفعل عند الأضرحة من البدع الشركية مما يعجز القلم عن حصره ،ويستحي من ذكره حيث الافتتان بالقبور وتحبيس الأموال عليها وطلب الدعاء منها والاستغاثة بها عند الضراء ، وتقديم النذور لهم.
🌱وتأمل في قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب : وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم. فسمَّي هذه الأضرحة أصناماً ، وسمَّى أفعالهم لها عبادة .وصدق رحمه الله ؛ فالعبرة في الأفعال بالمقاصد والمعانى ، وليست بالألفاظ والمبانى .
💎أقول : ومما سبق من هذه الوجوه كله فى الرد على شبهة وجود القبر النبوي الشريف بالمسجد فقد كره العلماء كثرة تردد المصلِّين على زيارة القبر الشريف .
🌱فقد سئل مالك -رحمه الله – عن الغريب يأتي قبر النبي كل يوم ، فقال : ما هذا من الأمر ، وذكر حديث : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد )
💎قال ابن رشد : فيُكره أن يُكثر المرور به ، والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه لئلا يُجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا ) ” .
🌱وسئل القاضي عياض عن أناس من أهل المدينة يقفون على القبر في اليوم مرة أو أكثر ، ويسلمون ويدعون ساعة ، فقال : ” لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ” .