الخميس 19 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (20)

🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون ا

🗃السؤال العشرون: قالوا : نهى الشرع عن اتخاذ القبور مساجد، و المسجد النبوي به قبر النبي صلى الله عليه وسلم⁉
✍والجواب
🔰على هذه الشبهة من جوانب ثلاثة:
◾رد تاريخي ◾ورد أصولي ◾ورد عقدي

◼أولًا: الرد التاريخي : 💭عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم- لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَهُ , حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ – رضي الله عنه – سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ , قَالَ:” مَا قَبَضَ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ , ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ، فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ.

🍂لذا فقد دُفن النبيُ -صلي الله عليه وسلم – في حجرته في بيت عائشة رضى الله عنها، وقد كانت حجرتها ملاصقة للمسجد النبوى .

🍂وفي عهد الخلفاء الأربعة –رضى الله عنهم- زاد عدد المسلمين واحتيج إلي توسعة المسجد النبوي ، فقاموا بتلك التوسعات وكانوا لعلمهم وفقههم يتجنبون إدخال الحجرة التى بها قبر الرسول – صلي الله عليه وسلم – في المسجد .

🍂فلمَّا كان في خلافة الوليد بن عبد الملك في السَّنَة الثامِنة والثَّمانين من الهجرة ، فقد أراد الوليد أن يوسِّع المسجد النبوي ، فأمر عامله علي المدينة – عمر بن عبد العزيز- أن يدخل جميع حجرات زوجات النبي -صلي الله عليه وسلم – في المسجد بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .

🍂وقد شَقَّ ذلك على الفقهاء والعلماء، وكان فيهم سعيدُ بنُ المُسَيَّب ، فلم يرض سعيد بن المسيَّب بذلك ؛ لئلا يدخل القبر في المسجد النبوي . ومع إصرار الوليد بن عبد الملك علي ذلك فقد تم إدخال جميع حجرات أمهات المؤمنين إلي المسجد ، بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .

💭لذا لنا أن نقول في هذا الجانب أن ما فعله الوليد بن عبدالملك في هذا الباب يشبه ما ذكره الله – تعالى- في قصة فتية الكهف { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}.

🍂وبهذا يتضح لنا أمر مهم : أن القبر الشريف –على صاحبه الصلاة والسلام- إنما دخل في المسجد من جرَّاء التوسعات .

💭وعليه يقال : لا بُنى المسجد النبوى على القبر الشريف ، ولا قُبِرَ النبيُ –صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوى .

◼ثانياََ: الرد الأصولي :
💫إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم – قد نهي عن اتخاذ القبور مساجد سداً للذريعة وحسماً لمادة الفتنة التى تتمثل في الغلو في الصالحين ، فالقاعدة الأصولية تنص على أن : ” ما منع سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة ”

💫فالمصلحة العظيمة للصلاة في المسجد النبوى ، حيث تتضاعف أجر الصلاة فيه ألف صلاة عن الصلاة في غيره ، تترجح على منع ذلك سداً للذرائع المذكورة .

💫وكلا الأمرين منتفٍ في حق المساجد الأخرى التى بها أضرحة ؛ فلا الصلاة فيها متضاعفة حتى نرجَّح جانب المصلحة بالصلاة فيها ، ولا نحن أمنا وقوع البدع الشركية كما هو واقع عند المشاهد والأضرحة .

◼ثالثاََ:الرد العقدي :
💦قد نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن اتخاذ القبور مساجد سداً لذريعة الشرك ، كما سبق بيانه آنفاً ،وهذه العلة انتفت عن المسجد النبوي ؛🔹و ذلك من وجوه : 🔹

1️⃣القبر النبوي الشريف ليس ظاهراً كما هو حال الأضرحة في المساجد الأخري ، والتى تراها .

💦قال النووي وهو يذكر وضع القبر الشريف : قد بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام ويؤدي المحذور ، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا ؛ حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر .

2️⃣النبي -صلى الله عليه وسلم – قد دعا ربه فقال : ” اللهم لا تجعلْ قبرى وثناً يُعبد”
🌀وهذه الدعوة – بفضل الله- استجيبت للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد وضعت التحصينات والحواجز التى تحول دون الوصول للقبر الشريف ، ويُطرد عن القبر كل من يظهر أمراً من المغالاة أو المبالغة عند القبر النبوى .

🌀قال أبو العباس ابن تيمية :وقد استجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلم يُتخذ – ولله الحمد – قبره وثنًا يعبد، ولا يمكن أن يفعل عنده ما هو دون هذا
وذريعة إليه مما نهى عنه، فلا يستطيع أحد أن يفعل عند قبره منكرًا .

🌀لذا قال ابن القيم: فأجاب ربُ العالمين دعاءه … وأحاطه بثلاثة الجدران حتى غدت أرجاؤه بدعائه … في عزة وحماية وصيان.

💎نقول : فأين هذا مما يفعل عند الأضرحة من البدع الشركية مما يعجز القلم عن حصره ،ويستحي من ذكره حيث الافتتان بالقبور وتحبيس الأموال عليها وطلب الدعاء منها والاستغاثة بها عند الضراء ، وتقديم النذور لهم.

🌱وتأمل في قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب : وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم. فسمَّي هذه الأضرحة أصناماً ، وسمَّى أفعالهم لها عبادة .وصدق رحمه الله ؛ فالعبرة في الأفعال بالمقاصد والمعانى ، وليست بالألفاظ والمبانى .

💎أقول : ومما سبق من هذه الوجوه كله فى الرد على شبهة وجود القبر النبوي الشريف بالمسجد فقد كره العلماء كثرة تردد المصلِّين على زيارة القبر الشريف .

🌱فقد سئل مالك -رحمه الله – عن الغريب يأتي قبر النبي كل يوم ، فقال : ما هذا من الأمر ، وذكر حديث : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد )

💎قال ابن رشد : فيُكره أن يُكثر المرور به ، والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه لئلا يُجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا ) ” .

🌱وسئل القاضي عياض عن أناس من أهل المدينة يقفون على القبر في اليوم مرة أو أكثر ، ويسلمون ويدعون ساعة ، فقال : ” لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ” .

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ. أخرجه مسلم(234)
  • لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ. أخرجه مسلم (1914)
  • لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجَنَّةَ؟ أوْ قالَ قُلتُ: بأَحَبِّ الأعْمَالِ إلى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقالَ: سَأَلْتُ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً. أخرجه مسلم(488)
  • من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتيْ عشرةَ ركعةً ، بُنيَ له بيت في الجنةِ : أربعًا قبلَ الظهرِ ، وركعتيْنِ بعدَها وركعتيْنِ بعدَ المغربِ ، وركعتيْنِ بعدَ العشاءِ ، وركعتيْنِ قبلَ الفجرِ. أخرجه الترمذي (415) ، وصحَّحه الألباني
  • أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: المَلَائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. أخرجه البخاري (445)