🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه”:
🗃السؤال الثامن عشر: بدأ الشرك في الأرض بتعظيم الصالحين ، لذا جاء الشرع بسد الذرائع الموصلة لذلك ، وضح ذلك ❔
✍الجواب: 🗯روى الشيخان من حديث عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: ذَكَرَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ – رضي الله عنهما – لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: ” إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
💦فمن هنا جاءت بداية تزيين الشيطان لعبادة وتعظيم الصالحين والتعلق بالقبور .
🗯وخير مثال على ذلك ما وقع من بدء الشرك في قوم نوح عليه السلام ، وذلك لما مات منهم رِجَالٌ صَالِحون , أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا ، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ , فَفَعَلُوا , فَلَمْ تُعْبَدْ , حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ من دون الله تعالى.
💦فلقد استدرج الشيطانُ الناسَ بحيله ومَكره إلى الشرك بعبادة القبور، وذلك حين قال لهم : هل لكم أن أصورهم لكم إذا نظرتم إليهم – ذكرتموهم فيذهب حزنكم وتنشطون في العبادة ، فقالوا: نعم، فصورهم لهم .
🗯ثم لما تقدَّم الزمن وانقرض الآباء والأبناء وأبناء الأبناء ونُسِي العلمُ ، جاء الشيطان في صورة الإنسان وقال لمن بعدهم: إن من كان قبلكم من سلفكم كانوا يعبدونهم؛ فعبدوهم، ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية.
💦 فعبادة القبور هي أصل شرك العالم، وأن المشركين القبوريين قد ظهروا في عهد نوح -عليه السلام – بسبب عبادة هؤلاء الأولياء الخمسة، وعكوف القبورية في ذلك العهد على قبورهم، وبذلك وجدت القبورية على الأرض، ثم تطورت القبورية حتى انتشرت في العرب وغيرهم .
💎ومما سبق نخلص بقضية مهمة :
🔸”أنَّ أول شرك وقع في الأرض إنما كان سببه تعظيم الصالحين والغلو فيهم ” .
🔸فالمبالغة في مدح الصالحين قد أدت بكثير منهم في آخر الأمر إلى الوقوع في:
▪ شرك الربوبية ومن ثَم شرك الألوهية وشرك الأسماء والصفات▪ 1️⃣شرك الربوبية : 🔺وذلك باعتقاد أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون، وأنهم يسمعون كلام من دعاهم ولو من بعد، وأنهم يجيبون دعاءه، وأنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب.
2️⃣شرك الألوهية : 🔺فترتب على وقوعوهم في شرك الربوبية قيامهم بدعاء الأموات من دون الله، والإستغاثة بهم، وهذا والعياذ بالله من أعظم الشرك .
3️⃣شرك الأسماء والصفات :
🔺قال تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى (20)}
🔺فسمَّوا “اللات” من “الإله ” المستحق للعبادة، و”العزّى” من “العزيز” و “مناة” من “المنان” إلحادًا في أسماء الله وتجرياً على الشرك به .
🍂لذا فقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغلو في مدحه ، فقال:« لاَ تُطْرُونِي ، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ ».(أخرجه البخاري)
🍂ولما قال رجل لرسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- ” ما شاء اللُه وشئتَ ” ، عقَّب عليه، وقال: «أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده ».
🍂وإذا كان هذا في حقه صلى الله عليه وسلم ، فغيره من البشر أولى .
💫وتأمل في فعل صحابة النبى – صلى الله عليه وسلم – في سد الذرائع الموصلة إلى شرك الغلو في الصالحين: لما فتح الصحابة –رضى الله عنهم- مدينة تستر وجدوا جسد النبي دانيال –عليه السلام- الذى قُدّر أنه مات قبل ثلاثمائة سنة من البعثة النبوية تقريباً ، وجدوه وما تغير منه شىء ، فحفروا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة، فلما كان الليل دفنوه ، وقاموا بتسوية القبور كلها، لتعمية قبره على الناس ؛ فقد رأوا أنَّ السماء كانت إذا حبست عن الناس أبرزوا السرير فيمطرون ، فأراد الصحابة –رضى الله عنهم- غلق هذا الباب من الفتنة.
💫لذا فقد أغلق الشرع كل السبل وسد كل الذرائع الموصلة إلى الغلو في الصالحين ، فنهى عن اتخاذ القبور مساجد ، ونهى عن الصلاة عند القبور ، وعن تعليتها :
🌱قال صلى الله عليه وسلم قال: “اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا ، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”. .
🌱وأخرج مسلم عن عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ – رضي الله عنه – قال :بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – أَنْ لَا أدعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ , وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا , وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ” .
🌱قال الصنعاني :اتفق الناس، سابقهم ولاحقهم ، وأوَّلهم وآخرهم من لدن الصحابة- رضي الله عنهم- إلى هذا الوقت: أنَّ رفعَ القبور والبناء عليها بدعةٌ من البدع التي ثبت النهيُ عنها، واشتدَّ وعيدُ رسول الله لفاعلها.
▫وصلى الله على النبي.▫