الثلاثاء 28 رجب 1446 - 28 يناير 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (18)

🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه”:

🗃السؤال الثامن عشر: بدأ الشرك في الأرض بتعظيم الصالحين ، لذا جاء الشرع بسد الذرائع الموصلة لذلك ، وضح ذلك ❔
✍الجواب: 🗯روى الشيخان من حديث عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: ذَكَرَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ – رضي الله عنهما – لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: ” إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.

💦فمن هنا جاءت بداية تزيين الشيطان لعبادة وتعظيم الصالحين والتعلق بالقبور .

🗯وخير مثال على ذلك ما وقع من بدء الشرك في قوم نوح عليه السلام ، وذلك لما مات منهم رِجَالٌ صَالِحون , أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا ، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ , فَفَعَلُوا , فَلَمْ تُعْبَدْ , حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ من دون الله تعالى.

💦فلقد استدرج الشيطانُ الناسَ بحيله ومَكره إلى الشرك بعبادة القبور، وذلك حين قال لهم : هل لكم أن أصورهم لكم إذا نظرتم إليهم – ذكرتموهم فيذهب حزنكم وتنشطون في العبادة ، فقالوا: نعم، فصورهم لهم .

🗯ثم لما تقدَّم الزمن وانقرض الآباء والأبناء وأبناء الأبناء ونُسِي العلمُ ، جاء الشيطان في صورة الإنسان وقال لمن بعدهم: إن من كان قبلكم من سلفكم كانوا يعبدونهم؛ فعبدوهم، ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية.

💦 فعبادة القبور هي أصل شرك العالم، وأن المشركين القبوريين قد ظهروا في عهد نوح -عليه السلام – بسبب عبادة هؤلاء الأولياء الخمسة، وعكوف القبورية في ذلك العهد على قبورهم، وبذلك وجدت القبورية على الأرض، ثم تطورت القبورية حتى انتشرت في العرب وغيرهم .

💎ومما سبق نخلص بقضية مهمة :
🔸”أنَّ أول شرك وقع في الأرض إنما كان سببه تعظيم الصالحين والغلو فيهم ” .

🔸فالمبالغة في مدح الصالحين قد أدت بكثير منهم في آخر الأمر إلى الوقوع في:
▪ شرك الربوبية ومن ثَم شرك الألوهية وشرك الأسماء والصفات▪ 1️⃣شرك الربوبية : 🔺وذلك باعتقاد أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون، وأنهم يسمعون كلام من دعاهم ولو من بعد، وأنهم يجيبون دعاءه، وأنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب.

2️⃣شرك الألوهية : 🔺فترتب على وقوعوهم في شرك الربوبية قيامهم بدعاء الأموات من دون الله، والإستغاثة بهم، وهذا والعياذ بالله من أعظم الشرك .

3️⃣شرك الأسماء والصفات :

🔺قال تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى (20)}
🔺فسمَّوا “اللات” من “الإله ” المستحق للعبادة، و”العزّى” من “العزيز” و “مناة” من “المنان” إلحادًا في أسماء الله وتجرياً على الشرك به .

🍂لذا فقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغلو في مدحه ، فقال:« لاَ تُطْرُونِي ، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ ».(أخرجه البخاري)

🍂ولما قال رجل لرسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- ” ما شاء اللُه وشئتَ ” ، عقَّب عليه، وقال: «أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده ».

🍂وإذا كان هذا في حقه صلى الله عليه وسلم ، فغيره من البشر أولى .

💫وتأمل في فعل صحابة النبى – صلى الله عليه وسلم – في سد الذرائع الموصلة إلى شرك الغلو في الصالحين: لما فتح الصحابة –رضى الله عنهم- مدينة تستر وجدوا جسد النبي دانيال –عليه السلام- الذى قُدّر أنه مات قبل ثلاثمائة سنة من البعثة النبوية تقريباً ، وجدوه وما تغير منه شىء ، فحفروا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة، فلما كان الليل دفنوه ، وقاموا بتسوية القبور كلها، لتعمية قبره على الناس ؛ فقد رأوا أنَّ السماء كانت إذا حبست عن الناس أبرزوا السرير فيمطرون ، فأراد الصحابة –رضى الله عنهم- غلق هذا الباب من الفتنة.

💫لذا فقد أغلق الشرع كل السبل وسد كل الذرائع الموصلة إلى الغلو في الصالحين ، فنهى عن اتخاذ القبور مساجد ، ونهى عن الصلاة عند القبور ، وعن تعليتها :

🌱قال صلى الله عليه وسلم قال: “اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا ، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”. .

🌱وأخرج مسلم عن عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ – رضي الله عنه – قال :بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – أَنْ لَا أدعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ , وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا , وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ” .

🌱قال الصنعاني :اتفق الناس، سابقهم ولاحقهم ، وأوَّلهم وآخرهم من لدن الصحابة- رضي الله عنهم- إلى هذا الوقت: أنَّ رفعَ القبور والبناء عليها بدعةٌ من البدع التي ثبت النهيُ عنها، واشتدَّ وعيدُ رسول الله لفاعلها.

▫وصلى الله على النبي.▫

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • مَن سَأَلَ اللَّهَ الشَّهادَةَ بصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنازِلَ الشُّهَداءِ، وإنْ ماتَ علَى فِراشِهِ. وَلَمْ يَذْكُرْ أبو الطَّاهِرِ في حَديثِهِ: بصِدْقٍ.أخرجه مسلم (1909)
  • لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجَنَّةَ؟ أوْ قالَ قُلتُ: بأَحَبِّ الأعْمَالِ إلى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقالَ: سَأَلْتُ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً. أخرجه مسلم(488)
  • يَدْخُلُ مِن أُمَّتي الجَنَّةَ سَبْعُونَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ منهمْ، ثُمَّ قامَ آخَرُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ قالَ: سَبَقَكَ بها عُكّاشَةُ. أخرجه مسلم(216)
  • جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أُبْدِعَ بي فَاحْمِلْنِي، فَقالَ: ما عِندِي، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ علَى مَن يَحْمِلُهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن دَلَّ علَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ. أخرجه مسلم(1893)
  • إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ – وقالَ ابنُ شِهَابٍ – وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: آمِينَ. أخرجه البخاري (780)