✒️ما الحكم الشرعي لمن أتى الكهان والعرفين⁉️
الجواب:
يختلف الحكم في ذلك بحسب حال من أتى العرَّافين والكَهَنة، وذلك على حالات: 👇 1️⃣الحالة الأولى:
أن يأتى رجلٌ الكاهنَ ليكشف كذبه وتدليسه وتزييفه؛ فهذا أمر مستحب
🔵 من باب قوله -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ…}[آل عمران:110]،
🔵 وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من رأى منكم منكراً فلْيغيِّره…»، فهذه الحالة مستحبة، بل قد تكون واجبة إذا ما انتشر فساد الكهان والعرّافين في بلدٍ ما، فأمَّهم الناسُ من كل مكان، فصاروا فتنة في بلاد المسلمين.
💎 ومما يدل على مشروعية ذلك-مع الأدلة العامة-:
👈أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أتى ابن صيَّاد ليبيِّن كذبه وتدليسه، وقد سبق قريباً رواية الحديث.
👈وكذلك كان يفعل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مناقشته ومناظرته للبطائحية، والرفاعية، وغيرهم، وقال لهم لما دخلوا في النار، وزعموا أن أجسادهم لا تحترق وكانوا قد طَلَوْا أجسادهم بالدهن: اغسلوها ثم ادخلوها لو كنتم صادقين، فبيّن عوارهم، وكشفَ دجلهم وباطِلهم أمام الناس مجتمعينَ.
2️⃣ الحالة الثانية: أن يأتي رجلٌ الكاهنَ فيسأله عن شيء مجرد السؤال، دون أن يصدقه؛ فهذا محرم وكبيرة من الكبائر، وقد رتب عليها الشرع وعيداً كبيراً. 🟣روى مسلم عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ، ⛔وهذا وعيد شديد، فالجرم العظيم الذي وقع فيه هذا الذي ذهب إلى العرَّاف قد عادل ثواب الصلاة في أربعين صباحاً، فأسقطَه، وذلك مع كون الصلاة صحيحة.
◀️إذن فمعنى قوله-صلى الله عليه وسلم-: « لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ…»: أنه لا ثواب له فيها, وإن كانت مُجْزئة في سقوط الفرض عنه، ولا يحتاج معها إلى إعادة، فصلاة الفرض وغيرها من الواجبات إذا أتى بها المرء على وجهها الكامل ترتَّبَ عليها أمران : 👇
◾الأول: سقوط المطالبة، وبراءة الذمة. ◾الثانى: ترتُّب الأجر عليها. 👈فالأول لا يكون إلا بتوافر الشروط، والثانى لا يكون إلا بانتفاء الموانع.
👈 ففي هذا الحديث قد أتى المرء بشروط الصلاة، فقُبلت منه ، وبرئت بها الذِّمّة، وسقط بها الطلب يومَ القيامة، فلا يطالَب بها يوم القيامة مطالَبةَ مَن تركَ الصلاة، لكن -مع استيفائه للشروط- قد قام المانع من تحقق الثواب عليها، ألا وهو سؤاله للعرَّاف.
3️⃣ الحالة الثالثة: أن يأتيَ الكاهنَ فيسأله، ويصدقه بما أخبر به؛ فهذا كفر بالله -عز وجل- لأنه قد صدَّقه في دعوى علمه الغيبَ؛ والتصديق لدعوى علم الغيب تكذيب لقول الله-تعالى-: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ…}[النمل:65].
💎ولهذا جاء في حديث الباب: «من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفرَ بما أنزل على محمد-صلى الله عليه وسلم-».( )
👈قال الإمام البدر العينتابي (855هـ) في شرح حديث المفاتيح: “مَن ادّعى أنه يعلم شيئاً من هذه الخمس-مفاتيح الغيب-فقد كفر بالقرآن العظيم”.⛔
✍️والقاعدةهنا: “كل من اعتقد في غير الله ما لا يُعتقد إلا في الله فقد وقعَ في الكفر الأكبر”.