الرِّبا من الكبائر التي حرّمها اللَّه عز وجل في شريعة الإسلام،بل في كل الشرائع السماوية فإنَّ اللَّه تعالى ما أحل الزنا ولا الرِّبا في شريعة قطُّ .
🔴قال الماوردي 🔴 أجمع المسلمون على تحريم الرِّبا ، وإن اختلفوا في فروعه وكيفية تحريمه ، حتى قيل إنَّ اللَّه تعالى ما أحلَّ الزنا ولا الرِّبا في شريعة قط ، وهو معنى قوله: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ} [النساء: 161] ، يعني: في الكتب السالفة .(الحاوي الكبير(4/75)).
🍁وقد جاء في التوراة “العهد القديم”:
” وإذا أقرضتَ فضًة لأحدٍ من شعبي الفقيرِ عِندَكَ ، فلا تكن له كالمرابي ، ولا تقرضوا عليه ربا “. ( سفر اللاويين25(35-36))
👈وقد قال تعالى عن تحريم الرّبا على اليهود {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}[النساء: 161].
🍃وجاء في كتاب العهد الجديد :” إذا أقرضتم لمن تنتظرون منه المكافأة، فأي فضل يعرف لكم ؟ ولكن افعلوا الخيرات، وأقرضوا غير منتظرين عائدتها ، فيكن أجركم عظيمًا ” ( إنجيل لوقا ،الإصحاح6(34-35)).
🔴وقد اتفقت كلمة رجال الكنيسة على تحريم الربا تحريمًا قاطعًا .
🍃ثم جاءت أدلة الشرع الإسلامي معضدة لهذا الأصل :
1️⃣أولاً :
🍃نصوص القرآن 🍃 ومنها آيات عامة دلت على حرمة أكل أموال الناس بالباطل ،فيدخل في ذلك الربا ، وأخرى حرَّمت الربا بالتنصيص.
👈 فمن القسم الأول قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29))(النساء:29) والمعنى : لا يأكل بعضكم أموالَ بعض بما حرّمَ عليه من الربا والقمار ، وغير ذلك من الأمور التي نهاكم الله عنها.
👈ومن القسم الثاني : قوله تعالى )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (البقرة:130)
👈وقال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )(البقرة:275)
👈وقال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279))(البقرة:278-279)
🍃 وفي هذه الآية فوائد :
🔴 الأولى : قوله تعالى( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )
👈وهذا أعظم ما ورد في الترهيب من كبيرة الربا ، نَّ اللَّه تعالى قد توعَّد فاعليه بحربٍ لا تبقي ولا تذر ، فمن يقوى على مثل ذلك من البشر؟
👈قال ابن بكير : جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبد اللَّه، إني رأيتُ رجلًا سكرانًا يتعاقر ، يريد أن يأخذ القمر، فقلت: امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشرُّ من الخمر، فقال مالكٌ : ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد ،فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك ، فأتاه من الغد ، فقال له : ” امرأتك طالق “، إني تصفَّحتُ كتاب اللَّه وسنة نبّيه ، فلم أر شيئًا أشرَّ من الربا، لأنَّ اللَّه تعالى أذن فيه بالحرب.
🔴 الثانية : قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}
👈قد أمر اللَّه تعالى فيه بترك ما بقي من الرِّبا ، قليلًا كان أو كثيرًا
👈وبيَّن أنَّ أخْذه منافيًا للتقوى، وأنَّ أي زيادة يأخذها المرابي على رأس المال فهي من الرِّبا المحرَّم، كما دل على ذلك قوله تعالى: { لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ }
👈 أي لَا تَظْلِمُونَ الناسَ بطلب الزيادة على رأس المال، وَلَا تُظْلَمُونَ : أي لا يقع عليكم الظلم بنقص رؤوس أموالكم
👈فدل على أنَّ كل زيادة على رأس المال فهي داخلة في الظلم، قليلة كانت الزيادة أم كثيرة.