ماء من بيت النُبوَّة🔺
8️⃣المقال الثامن:
🔸شبهة خروج الحسين رضي الله عنه (الجزء الأول)🔸
🗯️من يقول بجواز الخروج على الحاكم ، ومايتعلق بهذه الشبهة يدّعي أن الحسين بن على – رضي الله عنه- قد خرج على يزيد بن معاوية ، فيتخذون ذلك تكئة ، ويستدلون بذلك على جواز الخروج على الحاكم.
🗯️نقول والله أعلى وأعلم: الرد على ذلك من وجهين:
💫الوجه الأول:
🟡أن الحسين – رضي الله عنه- أصالةً لم يُبايع يزيد بن معاوية حتى يُقال أن في عنقه بيعةً قد نقضها ، بل قد بايع معاوية رضي الله عنه ،فبموت معاوية هنا انتهت بيعة الحسين لمعاوية .
🟡فهو لم يبايع يزيد بن معاوية ولا يرى فى عنقه بيعةً له، وعليه فلا تسرى على الحسين –رضي الله عنه- الأدلة تحرّم مسألة الخروج على الحاكم كما سيأتي ذكرها.
🟡فهو لم يُبايع يزيد بن معاوية أصالةً ، وقد غلب على ظنه أنه بذلك يُعيد الأمور إلى نصابها إذا اجتمع بين هذا العدد من المسلمين ، وهو لم يفعل ذلك لأنه أراد مُلكًا أو لدنيا يصيبها ، بل فعل ذلك لكي يُعيد الأمر إلى الشورى ، ولإزالة فكرة التوريث التى أتت برجل ، وهو يزيد بن معاوية لم يره الحسين –رضي الله عنه- أهلاً إلى أن يحكم دولة الإسلام وعليه فإن الحسين قد فعل ذلك لتتحقق المصلحة العامة.
💦ثم نقول:
⭕هل يوم أن خرج الحسين – رضى الله عنه – متوجهًا من مكة إلى الكوفة ، هل خرج ليُقاتل يزيد أو يُقاتل جيش يزيد❓
▪️لا ، إنما خرج لينضم إلى من كاتبه على نصرته وتعزيره وتأييده ، لكن ماخرج عن حاكمه ليُقاتلهم مثلاً بل خرج إلى شيعته وأتباعه في العراق ، وقد غلب على ظنه أن الأمر سيعود إلى نصابه لتتحقق المصلحة العامة.
⭕ثم نقول: لما غلب على ظن الحسين –رضي الله عنه- وقوع مفاسد نوى أن يرجع في غير مواضع :
1️⃣الموضع الأول: لما أراد أن يرجع ، فقال أخوة مسلم بن عقيل لا ، حتى نأخذ بثأثرمسلم بن عقيل.
2️⃣الموضع الثاني: لما عرض خطة رشد على عبيد الله بن يزيد ، فقال: اختاروا واحدة من ثلاثة : ▪️إما أن أعود من حيث جئت ،
▪️وإما أن أذهب ليزيد بن معاوية في الشام ،
▪️وإما أن أذهب إلى ثغر من ثغور المسلمين ،
▪️ فأصر جيش عبيد الله بن زياد اصرارًا واستكبروا استكبارًا على أن يُحققوا حظ أنفسهم بتحقيق نصر مزعوم .
💫الوجه الثاني:
في الرد على شبهة خروج الحسين رضي الله عنه: أننا لو تنزلنا وقلنا أن الحسين – رضي الله عنه- قد خرج على إمامه ،فالجواب من وجهين : 👇 1) الأول : 🔆القاعدة تقول: أن أقوال رجال وأفعال الرجال يُحتج لها ولايُحتج بها ، فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد.
🔆القاعدة:أن الأفعال والأقوال حجة بالشرع ، وليست حجة على الشرع ، فالحسين حبيب إلينا ، والحق أحب إلينا منه .
🔆فلو افترضنا أنه خرج على إمامه فقد خالف أدلة الشرع ، لأنه قد دلت أدلة الكتاب والسنة والإجماع على أن طاعة الأئمة واجبة ، وإن جاروا ، إلا في كفر بواح لنا من الله – تعالى- فيه برهان ، فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد
2) الثاني :
🍂أن الخروج على الحاكم الظالم كان خلافًا في صدر الإسلام ثم انعقد الإجماع على حرمة مسألة الخروج على الأئمة ، ولذلك لما ترجم الحافظ بن حجر للحسن بن صالح قال ؛ وكان الحسن بن صالح يرى السيف: يعني يرى جواز الخروج على أئمة الجور، قم قال ابن حجر: وهذا مذهب قديم للسلف ، لكن الأمر استقر بعد ذلك على حرمة ذلك.
🍂إذن: قد يُفهم من كلام الحافظ بن حجر : أن مسألة الخروج على أمر أئمة الجور كانت محل خلاف ، ثم انعقد الإجماع على حرمة الخروج على الأئمة ، وإن جاروا ، إلا إذا كان منهم الكفر البواح.
وكما ذكرنا أن أدلة الشرع تُقدم على قول أي أحد كائنًا من كان ، ففي حديث الشيخين: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :من رأى من أميره شيئًا يكره فليصبر فإن فمن فارق الجماعة شبرًا فمات كانت ميتته ميتة جاهلية”.
🍂وكذلك أيضًا في حديث نافع: أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية : قال: قام ابن عمر فجمع حشمه وولده وقال: ” إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ” يُنصب لكل غادر لواء عند اسمه يوم القيامة عند استه بقدر غدره “.
🍂ثم قال: وإنا قد بايعنا هذا الرجل: فإن علمت أن أحد فيكم خلعه فهذا فيصل بينه وبينه.
🍂قال شيخ الإسلام ابن تيمية:استدل ابن عمررضي الله عنهما: بهذا الحديث على حرمة الخروج على يزيد.
🍂وكذلك أيضًا عن نافع أن بن عمر ذهب إلى عبد الله بن مطيع: وهو من كان رأسًا في قضية الحرَّة ، لما انتفض أهل المدينة لمقتل ابن بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، فقام عبد الله بن مطيع وأعلن أن أهل المدينة نقضوا بيعة يزيد .
🔴فلما علم يزيد بذلك أرسل إليهم جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة: الذي سماه العلماء بعد ذلك مسرف، لأنه أسرف على نفسه بما فعل عليه من الله مايستحق ، وأمره يزيد بن معاوية بأن يراجعهم ثلاثًا فإن أبوا قاتلهم ،وكانت مظالم فاجعة .
🔴ولذلك قال المؤرخون: أن يزيد بن معاوية افتتح ولايته المشئومة بمقتل الحسين وختمها بواقعة الحرة.
💎ثم نقول:
💧أنَّ ابن عمر –رضي الله عنهما- ذهب إلى عبد الله بن مطيع الذي كان على رأس من خرج في قضية الحررة وقال له : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” من خلع يدًا لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية”
💧فهل كان ذهاب ابن عمر لعبد الله بن مطيع تقديسًا منه لحكم يزيد كان تمجيدًا ودفاعًا عن يزيد⁉️
🩸لا والله ، ماهكذا ظننا بصحابة النبي – صلى الله عليه وسلم – بل الحكمة من ذلك أن ابن عمر رأى أن يزيد بن معاوية رجل لايرقب في مؤمنٍ إلاً ولاذمة ، يزيد بن معاوية الذي له حسنات تُغمر في بحر سيئاته ، يزيد بن معاوية الذي فعل بأهل المدينة ما فعل وإلى الله المشتكى ، يزيد بن معاوية الذي عقيدتنا فيه أنه لايُسب ولايُحب .
☘️وإليكم رابط الرسالة كاملة على موقع مداد
https://midad.com/article/222733/%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A9