دماء من بيت النُبوَّة🔺
2️⃣المقال الثاني
✒️محنة الحسين رضي الله عنه ( الجزء الأول) : 🔴تتمثل محنة الحسين – رضى الله عنه – في قضية خروجه في زمن يزيد بن معاوية ، وهذا الخروج كان له أسباب وله مقدمات قد أدت بلا شك إلى هذه المحنة التى كانت في صدر الإسلام.
🗯️فمن المعلوم أنَّ معاوية – رضى الله عنه – كاتب وحي النبي – صلى الله عليه وسلم – قد دعى الناسَ في خلافته إلى أن يُبايعوا ابنه – يزيد .
🗯️فمن الصحابة – رضي الله عنهم- كابن عباس وابن عمر من رأى أنه لا يصح شرعًا أن يُبايع إمامًا في حياة إمام آخر ؛ فامتنعوا عن مبايعة يزيد في حياة معاوية ، فلما تُوفى معاوية بايع ابنُ عمر وابنُ عباس – رضي الله عنهما- يزيدَ بن معاوية .
🗯️وامتنع فريق من الصحابة – رضى الله عنهم- عن مبايعة يزيد ، وكان ممن امتنع عن البيعة : 👇 🔸عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر والحسين بن على رضى الله عنهم.🔸
❓❓فإن قيل : وما الأسباب التى جعلت الحسين –رضى الله عنه- يمتنع عن مبايعة يزيد ❓❓
📖والجواب :
⚫أنّ ذلك راجع إلى عدة أمور :
1️⃣ أنَّ الحسين – رضى الله عنه- قد رأى أنَّ الأمر لابد أن يكون على مشورة بين المسلمين ، كما حدث لأبي بكر – رضي الله عنه – يوم السقيفة ، وليس مبنيًا على الوراثة .
2️⃣ قد رأى الحسين –رضى الله عنه- أنَّ هذه الأمة لابد أن يتولى أمرها الأصلح .فلم يكن الحسين – رضى الله عنه- يسعى لأن يتولى منصبًا ، ولم يكن راغباً فى دنيا يصيبها ، وما شابه ذلك ، وإنما كان يسعى إلى المصلحة العامة التى تكون نفعًا لأُمة الإسلام.
3️⃣كان الحسين – رضى الله عنه- يرى أنَّ معاوية –رضى الله عنه- قد تخلَّى عن الشرط الذي كان في الصلح الذي كان بينه وبين الحسن – رضى الله
عنه-في العام الأربعين “عامة الجماعة “.
⭕وبيان ذلك أن الحسن –رضى الله عنه- لما تنازل عن الخلافة لمعاوية –رضى الله عنه- مصداقًا لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الحسن :” إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ , وَعَسَى اللهُ – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ” .
⭕وكان من شروط هذا الصلح كما ذكر ذلك ابن حجر : أن يكون الأمر بعد خلافة معاوية –رضى الله عنه-مبنيًا على الشورى بين المسلمين.
⭕فرأى الحسين –رضى الله عنه-أن ما فعله معاوية – رضي الله عنه- كان مخالفًا لما اتفقوا عليه في عام الجماعة .
⭕لذا فقد خرج الحسين – رضى الله عنه-من المدينة متوجهًا إلى مكة ، وذلك في العام الستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومكث في مكة بضعة أشهر ، وقد كان يراسل أهل العراق ويعرف أخبارهم .
⭕ وقد قدم على الحسين – رضى الله عنه- وفود من العراق ليست بالقليلة ، وجاءته رسائل من العراق قيل أنها تزيد على ثلاثة وخمسين صحيفة.
⭕وكان مفاد هذه المراسلات أن أهل الكوفة يدعون الحسين – رضى الله عنه- لأن يأتي إليهم ليكونوا نصرةً له ، وأن يكونوا ردءً له حتى يعود الأمر إلى نصابه . ⭕وكتبوا إليه أنهم ليس لهم إمام، وإنه إن قدم عليهم بايعوه وقاتلوا معه ، وأنهم لا يحضرون الجمعة مع الوالي .
🔺فرأى الحسين – رضى الله عنه- أنَّ الأمر مهيىء لأن يذهب إلى العراق ، حيث شيعته وأنصاره الذين وعدوه بالنصرة والتأييد ، وغير ذلك.
✒️ وللمقالات بقية تتبع إن شاء الله