الحمد لله ، وأشهد ألّا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداَّ عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد:
💫لا شك أنَّ نعم الله – عز وجل – على عباده لا تعد ولا تحصى ، فنعمه – تعالى- قد غمرت العبدَ من منبت شعره إلى أخمص قدميه.
💫وإذا أردنا أن نعدِّد هذه النعم فلن نجد نعمة أعظم من نعمة التوحيد
💫(مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ عَلَيۡنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ)(يوسف:38)
✒️قال سفيان بن عيينة : ما أنعم الله – تعالى- على عباده نعمة أفضل من أنْ عرَّفهم لا إله الا الله .
📌أما أن يتجنَّى العبد بعد ذلك على هذه النعمة بتبديلها وتحريفها فيقع في مضلات الفتن والشرك فهذا مما لا شك أنه نازل تحت قوله تعالى( ألَم تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرٗا )(إبراهيم:28)
📌 لقد قام الشرع بسد كل الذرائع الموصلة إلى تعلُّق القلب بغبر الله تعالى ، وذلك حمايةً جناب التوحيد وحسماً لمادة الشرك .
📌إنَّ الناظر في تاريخ نابتة الشرك يعلم أنه قد غشى القلوب بخطوات الشيطان وخيله ورجله.
📌قال تعالى -: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23]
✒️قال البخاري في: “صحيحه” عن ابن عباس -رضي الله عنهما- “هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يدعون أنصاباً ، وسمُّوها بأسمائهم ففعلوا، فلم تُعبَد حتى إذا هلك أولئك، ونُسخ العلم: عُبدت”.
🔺وهل وقع الشرك في العرب الذين بُعث فيهم الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الباب (وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ )(الزمر:3)
✒️روي أصحاب السنن من حديث ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ:نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَوْفِ بِنَذْرِكَ ” نقول:
💭تأمل:
▪️قد أراد النبيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ترك مشابهة المشركين في أزمنتهم وأمكنتهم ، حتى مع صلاح نية الرجل ، فإنَّ القاعدة في هذا الباب:
🔸” أنَّ النية السليمة لا تصلح العمل الفاسد ” .🔸
💭ثم نقول :
🔹انظروا في سير الصحابة رضي الله عنهم ، مع ما ألمَّ بهم من ملمات ومضايق ، فهل رأيتم واحداً منهم أتى قبر النبيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- . فطلب منه مدداً ، أو سأله عوناً؟!
🔹هذا مع وجود المقتضي وانتفاء الموانع ، ( قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ)
🔹وقد نص غير واحد من أهل العلم على أنَّ بدء الشرك في الأمم السابقة إنما بدأ من باب تعظيم الصالحين ، بسؤالهم ودعاءهم ، وطلب المدد منهم ، وهذا هو الشرك الذي نسج الشيطان حبائله بمكر الليل والنهار ، فأطاعه فئام من الجهلاء ،
🔹 وقال تعالى (أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ (60) وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰاطٞ مُّسۡتَقِيمٞ (60) وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ).
💭أما قولهم :
⛔أنَّ طلب الدعاء عندقبور الصالحين من أسباب إجابة الدعاء ..
💫فنقول :
💎قال تعالى (أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ )
📚فقاعدة هذا الباب :
🔘” أنَّ كل من اتخذ سبباً لم يشرعه الله سبباً في وقع في الشرك”
⁉️فمن أين لكم أنَّ طلب الدعاء عند قبور هؤلاء من أسباب إجابته ؟
💎”ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ” .
🔸وصلى الله على النبي ، وعلى آله وصحبه وسلم.🔸