الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
☑️ *نقول: قد نهى النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -عن الصلاة بعد العصر، و عن الصلاة بعد الفجر؛ وهذا النهي لما أراد التنقل المطلق ، لكنّ الإنسان إذا أراد يريد أن يصلي في هذه الأوقات نفلاً له سبب*.. كمن دخل إلى المسجد لأمر ما بعد صلاة العصر مثلاً، فأراد أن يصلي تحية المسجد، فلا حرج في ذلك ، لما ورد من النهي عن جلوس الداخل للمسجد قبل أن يصلي ركعتين.
▪️كذلك : إذا أحب الإنسان أن يصلي صلاة استخارة بعد الفجر مثلاً ، فلا يُنهى عن ذلك ،لأنه نفل له سبب.
💫 *نعود إلى مسألة السؤال،: وهي حكم صوم يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة.*
*نقول* نعم، قد نهى النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – عن صوم يوم الجمعة ، فقال صلي الله عليه وسلم: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ،ولا يومها بصيام، إلا أن يكون صوما يصومه أحدكم.”
*لكنّ هذا النهي اتضح في الحديث أنه إذا كان الإنسان يصوم الجمعة لأنه الجمعة، فخصّه و أفرده بالصوم ، فهذا الذي لا يجوز .
✨ *لكن من صام عرفة إذا كان في يوم الجمعة*.. فهذا ما خصّ الجمعة بالصيام، إنما نيته أن يصوم عرفة ،فأتى عرفة في يوم في يوم الجمعة. فهذا المرء هنا ما خص الجمعة بصيام، إنما صام عرفة الذي أتى في يوم الجمعة.
💬 *ونظير ذلك :فيمن نذر أن يصوم اليوم الذي يأتي فيه ولده من السفر* فأتى ولده من السفر في يوم الجمعة.
☑️ *فهنا يجوز له أن يفي بهذا النذر في هذا اليوم* لأنه ما خص الجمعة ، وإنما ذكر يوما محددا فوافق ذلك أن أتى ابنه في يوم الجمعة.
✒️ *فالأحكام تدور مع علتها وجودا وعدما،* وجد الصيام لعلة أن هذا اليوم يوم الجمعة ينهى عن الصيام. وجد الصيام لعلة أخرى كصيام عرفة الذي يكفر سنتين. فأتى ذلك في يوم الجمعة نقول: لا حرج.
وعليه.. فقوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا تخصوا يوم الجمعة بصيام) دل على أن النهي لمن خص الجمعة وأفرده بصيام، أما من صام عرفة لأنه أتى في يوم الجمعة أو صام عاشوراء ، لأنه في يوم الجمعة فلا حرج؛ لأنه ما خص يوم الجمعة بصيام، ولأن سياق الحديث قال: “إلا أن يكون يوما يصومه أحدكم”، فاستثنى ذلك الصيام الذي يصومه المرء لأمر آخر كعرفة كعاشوراء كنذر عليه، – والله أعلى وأعلم –
❌🚫 *فلا يُنهى عن صيام عرفه فأجره عظيم(يكفر سنتين)* أعظم صيام نفل في العام كله هو صيام يوم عرفة. فلا يقال بترك صيامه لأنه أتى في يوم الجمعة.
✨ *ولـلـعـلـم* ✨النبي -صلى الله وسلم – الحجة الوحيدة التي حجها كانت حجة الوداع.. وافق ذلك أن أتى عرفة في يوم الجمعة وكان الناس صائمين، فما أنكر عليهم إنشاء الصيام حتى قبيل العصر لما رأى ضعفا فيهم وأراد أن يزيدوا من الدعاء يوم عرفة.. شرب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لحرمة أو كراهة الصوم في يوم الجمعة ، وإنما شرب لأنه أراد منهم أن يزدادوا في الدعاء، وهذا يحتاج إلى قوة والصيام فيه نوع من الضعف. والله أعلى وأعلم.
🎙️ *للشيخ/ أيمن اسماعيل – حفظه الله -*