الخميس 8 محرم 1447 - 03 يوليو 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (8)

سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب ” الأربعون العقدية”

9️⃣السؤال التاسع:

✒️في الصحيح من قول موسى-عَلَيْهِ السَّلامُ- لآدم-عَلَيْهِ السَّلامُ-: «أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إلَى الْأَرْضِ» ، فهل هذا اللوم الذي وقع من موسى لآدمَ –عليهما السلام- كان لوماً على أصل المعصية -التي هي الأكل من الشجرة المحرَّمة-، أم أنه لامه على ما ترتَّبَ على المعصية ،الذي هو مصيبة الخروج من الجنة ❓

📝والجواب :

🌱أنَّ الذي عليه جمهور العلماء، أنَّ اللوم من موسى لآدم -عليهما السلام- لم يكن على أصل المعصية، وإنما لامه على ما ترتب على تلك المعصية، وهو مصيبة الخروج من الجنة، ومما يؤيِّد ذلك:

🔸جملةٌ من الوجوه:🔸
1️⃣الوجه الأول:

🟢تتبُّع روايات الحديث في الصحيحينِ وغيرهما يؤكِّد ذلك:

🍃1_ قول موسى لآدمَ -عليهما السلام-: «أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النّاسَ، وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ…»،

🍃2_قول موسى لآدمَ -عليهما السلام-:: «أَنْتَ أَبُونا خَيَّبْتَنا، وَأَخْرَجْتَنا مِنَ الْجَنَّةِ»، ولم يقُل مثلاً: “عصيتَ ربَّك، فأخرجتَنا من الجَنّةِ…”،

📚فمن مجموع هذه الروايات ترى أن هذا اللوم الذي توجَّهَ من موسى لآدم -عليهما السلام- كان ينصبُّ على مصيبة الخروج من الجنة.

2️⃣الوجه الثاني:

📌قول آدم -عليه السلام-: «أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ؟!»،

📌ووجه الدلالة: أنَّ آدم -عليه السلام- في رده على موسى –عليه السلام- احتجَّ بقدَر الله – تبارك وتعالى -، فلو كان اللوم من موسى لآدم –عليهما السلام- على ذات المعصية لَكانَ لازمُ ذلك: أن آدم –عليه السلام– يحتجُّ بالقدر على فعله للمعصية؛ وهذا من البُطْلان بمكانٍ، فإنَّ آحادَ بَنِيهِ من المؤمنينَ لا يحتجّون بالقدر على المعصية، فكيف يَصدُر هذا من آدم -عليه السلام-، وهو النبي المكلَّم؟!!

📌قال ابن عبد البَرِّ:
🔺”أجمع العلماء على أنه غير جائز لأحدٍ أن يجعل القدَر حُجّة إذا أتى ما نهاه الله عنه، فيقول: أتلومني على أن قتلتُ وقد سَبَقَ في علم الله أنْ أَقْتُلَ؟! ( الاستذكار (8/260)).

3️⃣ الوجه الثالث:

💦إنه مما يؤكد أن آدم –عليه السلام– لم يحتج بالقدر على فعله للمعصية:

🔹أن هذا خلافُ ما ذكرَه القرآن، فإن آدم –عليه السلام- قد اعترف بعِصْيانه، فقال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف:23]،ولم يقل مثلاً: “ربِّ أنتَ قدَّرتَ عليَّ ذلك”.

🔹 لذا نقول: إن آدم –عليه السلام- لم يحتجَّ بالقدر على الذنب، وإنما احتج به على المصيبة، وهذا هو اعتقاد أهل ‏السّنّة، فإنَّ القدَر إنّما يُحتجُّ به على المصائب، ولا يُحتجُّ به على الذنوب والمَعايب. (الرسالة التدْمريّة (ص/230))

4️⃣الوجه الرابع:

🔘لو كان هذا اللوم من موسى لآدم –عليهما السلام- على المعصية، فأجابَ آدمُ –مَثَلاً-: «أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ…» لَكانَ لموسى الحجة على آدم -عليهما السلام-، ولَقالَ موسى: يا آدمُ، أتحْتجُّ بالقدر على المعصية؟! لكنْ لمّا انقطعَ موسى -عليه السلام- عن لومه، دلَّ ذلك أن: الحُجة كانت لآدم -عليه السلام-، وهذا الذي نصَّ عليه الحديثُ في قول النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» ثَلَاثاً.

5️⃣ الوجه الخامس:

🟡أنَّ بابينِ عظيمينِ يمنعانِ أن يكون لوم موسى لآدم -عليهما السلام- لوماً على ذات المعصية: باب الأدب، وباب العلم …

🍂أمّا باب الأدب:
فإنّ موسى -عليه السلام- آدَبُ مِنْ أنْ يُعَيِّرَ أباه آدمَ -عليه السلام- على معصية قد تاب منها بالفِعْل، فمِثْلُ هذا لا يقع من التلميذ لشيخه؛ فكيفَ بموسى الكَلِيمِ أنْ يلوم أباه على معصيةٍ فَعَلَها، وقد تابَ منها بالفِعْلِ؟!
🍂 أمّا باب العلم:
فإنّ موسى -عليه السلام- أعلمُ بالله -عز وجل- من أن يلوم آدم -عليه السلام- على معصية قد تاب منها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

🟡 فأدبُ موسى -عليه السلام- وعلمُه يَمنعانِهِ من أن يفعل ذلك!

💫ثم يقال:

🔸ولو أنَّ موسى لَامَ آدم -عليهما السلام- على الذنْب لَأجابَهُ: إنني أذنبتُ فتُبْتُ، فتابَ اللهُ عليَّ، ولَقالَ له: وأنت يا موسى أيضاً قتلتَ نَفْساً، وألقيتَ الألواح…إلى غير ذلك، إنما احتج موسى بالمصيبة، فحَجَّهُ آدمُ بالقدَر .( الاحتجاجُ بالقدر لشيخ الإسلام ابن تيمية ( 18 – 22 ))

📚وهذا هو الراجح في هذه المسألة، والله أعلمُ.
#الصفحةالرسميةللشيخأيمنإسماعيل

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.أخرجه البخاري (6405)
  • سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ – أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ – وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ.أخرجه البخاري (6323)
  • ما مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ له ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلَّا أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ. اخرجه البخاري (1381)
  • لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ. أخرجه مسلم (1914)
  • لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا. صحيح الترمذي (2344)، وصحَّحه الألباني