سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب “الأربعون العقدية”
✍️السؤال السابع:
📝روي الشيخان من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ” خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ على صُورَتِهِ ” ، فهل نصف الله – تعالى – بصفة الصورة ❓
✒️الجواب :
🌱نقول أولاً:
🔺الصورة في اللغة: الشكل، والهيئة، والحقيقة، والصفة، فكل موجود لا بد أن يكون له صورة.
🔺قال ابن الأَثير: “الصُّورة تَرِد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى مَعْنَى: حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى: صفته”.(النهاية(3/59). )
🔺وعقيدة أهل السنة أنهم قد أثبتوا صفة الصورة لله -عز وجل- على ظاهرها، وقالوا بمعناها على مقتضاها في لغة العرب، فالصورة في اللغة غير مجهولة، وكيفيتها غير معقولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة، وإنما لم يتعرَّضِ السَّلَفُ للكلام عن الكيف لأنّ الكَيْف مجهولٌ.
🔺وقد نصَّ الإمام الآجريّ على صحيح قول جماهير السلف في صفة الصورة، فقال:”هذه من السُّنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها, ولا يقال فيها: كيف؟ ولِمَ؟ بل تُستقبل بالتسليم والتصديق وترْك النظر، كما قال مَن تقدَّمَ من أئمة المسلمين”.اهـ.( الشريعة) (رقم/725).
🌱فتأويل قوله صلى الله عليه وسلم : “خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ على صُورَتِهِ “:
💦أن الله -تعالى- خلق آدم -عليه السلام- على صورته، أي:على صورة الله عز وجل ، ولكن ليست الصورة كالصورة، فلله -تعالى- صورة، وله وجه، وله يد، وله عين… ، والله -عز وجل- خلق آدم على صورته، ولكن ليست اليد كاليد، وليست العين كالعين، وليس الوجه كالوجه، والقاعدة هنا أنّ التساوي في الاسم لا يستلزم التساوي في المسمَّى.
🌱ومثاله :
💦أنني حينما أقول للإنسان يد ، وللفيل يد ، فهل استلزم من تساوي الاسم وقوع التساوي في المسمَّى ؟!
💦وحينما أقول : ” أمسكت بيد أخي” ، فهذا لا يشبه بوجه قولى “أمسكت بيد الإبريق” ، فهذه مخلوقات تشابهت بينها الأسماء دون الدلالات ، فكيف بالفارق بين الخالق والمخلوق ؟!!
💦وكذلك مُطلَق المشابَهة لا يستلزم المشابَهة المطلَقة، فوجود مشابَهة بين الله -تعالى- وعباده في الأسماء لا يستلزم المشابَهة المطلَقة الكاملة فى ذات المسمَّى ،
💦فقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:يقتضي نوعاً من المشابهة، ولا يقتضي تماثلاً في حقيقة ولا قدْر، ومن المعلوم أنّ الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوُت العظيم بين جنس ذاتيهما وقدر ذاتيهما.
🌱قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما:” لا يُشبه شَيءٌ مما في الجنة ما في الدنيا إلا في الأسماء”، وفي رواية: “ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماءُ” . ( رواه ابن جَرير في تفسيره (1/66)، وصححه الألباني في [صحيح الترغيب] (3769)
🌱وهذا مصداقاً لقوله تعالى عن أهل الجنة (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا)(البقرة:25) } ،
🔹يعني في اللون والمرأى وليس يشبه في الطعم . فإذا كانت المشابهة بين ما في الدنيا وما في الجنة لا تكون إلا في الأسماء فحسْب، وهي مخلوقات مِن خلْق الله -عز وجل-؛ فما بالُكَ في الفارق بين الخالق والمخلوق؟!
🔹فالذين يفرّون من حديث الصورة لم يعرفوا مِن إثبات الصفات إلا ما كان لازِمُه التشبيه، ففرُّوا من الإثبات، فوقعوا في التعطيل!
📚وفي الصحيحين : يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ “،
⁉️هل معنى ذلك أنهم يدخلون في صورة القمر، لا رؤوس لهم، ولا عيون، ولا مَلامِح؟!
#الصفحةالرسميةللشيخأيمنإسماعيل