✒️هل الكتابة في اللوح المحفوظ تَقْبَلُ المحو ، أو التغيير؟
الجواب : 💎أما المكتوب في أُمّ الكتاب -وهو اللوح المحفوظ- فهذا لا تتغير الكتابة الموجودة فيه،
📝وأما الكتابة التي هي في أيدي الملائكة من الصُّحُف فإنّ الله -تعالى- يمحو منها ما يشاء ويُثْبِتُ، وهذا معنى قوله -تعالى-: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد:39].
👈والمراد بأم الكتابِ: اللوح المحفوظ، فاللوح المحفوظ لا يتغير شيء مما كُتِبَ فيه،◾ وأما ما في الصحف التي مع الملائكة فهذه التي يقع فيها المَحْوُ والتغيير.
🌿والملائكة يكتبون ما يؤمرون به من آجالٍ وأرزاقٍ، كما ورد في الصحيحين من قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:👇 «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْماً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ» ◽فالمحو والإثبات بالنسبة لِما في علم المَلَك؛ وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله -تعالى- فلا مَحْوَ فيه البَتَّةَ،👇
🔸ويقال له: القَضاء المُبْرَمُ،
🔸ويقال للأوّل: القضاء المُعَلَّق. 📕وعليه فالقضاءُ نوعانِ:👇
1️⃣ قضاءٌ مُبْرَمٌ: وهو القدر الأزليّ، وهو لا يتغير، كما قال -تعالى-: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}[ق:29]،
🟠 وقد روى مسلم أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأُمّ حَبيبةَ -رضي الله عنها-:«قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئاً قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئاً عَنْ حِلِّهِ»
🟠قال النوويّ: “إن الآجال والأرزاق مقدَّرة لا تتغير عمّا قدَّره الله -تعالى- وعَلِمَه في الأزل، فيَستحيلُ زيادتُها ونَقْصُها -حقيقةً- عن ذلك”. (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (16/213).
2️⃣ قضاء معلَّق:👇
وهو الذي في الصُّحُف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكْتُبوا عُمُرَ فُلانٍ إنْ لم يتصدَّقْ: كذا، وإنْ تصدَّقَ فهو كذا، وفي عِلم الله وقدره الأزليّ أنه سيتصدق أو لا يتصدق.
🔘فهذا النوع من القدر يَنفع فيه الدعاء والصدقة؛ لأنه معلَّق عليهما، وهو المراد بقوله -تعالى-: {…لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد:38-39]؛
🔘وهو معنى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلَّا البِرُّ».
🔘قال أبو العباس ابن تيمية :” ما كتبه الله -تعالى- وأعلمَ به الملائكةَ فهذا يَزيدُ ويَنْقُصُ بِحَسَبِ الأسباب، فإنّ الله يأمر الملائكة أن تكتب للعبد رزقاً، وإنْ وَصَلَ رَحِمَهُ زاده الله على ذلك، كما ثبتَ في الصحيح عن النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أنه قال:👇 «مَن سرَّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فلْيصلْ رحمه» 🔘وكذلك عُمُرُ داودَ زاد ستّينَ سنةً ، فجعله الله -تعالى- مئةً بعدَ أن كان أربعين ، رواه الترمذي وغيره.
📝ومن هذا الباب: قول عُمرَ:👇
“اللهم إنْ كتبْتَني شقيّاً فامْحُنِي واكْتُبْنِي سعيداً، فإنّك تمحو ما تشاء وتُثْبِتُ” “. (مجموع الفتاوى (8/540)) 🔘وقال الغزالي:👇 “فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مَرَدَّ له؟ 👈فاعلم أنّ مِن جملة القضاء: رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم؛ كذلك الدعاء يرد البلاء”. اهـ. ( كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه للسندي (1/47)).
🔹وصلى الله على النبيِّ.🔹