الثلاثاء 19 شعبان 1446 - 18 فبراير 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (19)

🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه”:

🗃السؤال التاسع عشر: قد نهي النبي -صلي الله عليه وسلم – عن اتخاذ القبور مساجد ، فقال: ” أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ” ، فما هي صور اتخاذ القبور مساجد ؟
✍الجواب : 🔰إنما يُتخذ القبر مسجداً بواحدة من هذه الصور:

1️⃣الصورة الأولى :أن يأتي المرء إلى الصلاة فيكون القبر بينه وبين القبلة ؛ وهذا مما قد ورد النهى عنه :

🌱روى مسلم : عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلَا تَجْلِسُوا عَلَيْهَا».

🔹والنهى عن الصلاة إلى القبورإنما ورد تحذيرًا للأمة عن التذّرع إلى عبادة الموتى من تعظيم القبور ، والظاهر أن النهي يشمل الصلاة في محل فيه قبر، سواء تأخر عن المصلي أو تقدم كالصلاة في القباب والمشاهد والنهي للتحريم .

🌱ومن ذلك ما ذكرته عائشة -رضى الله عنها- تعقيباً على قوله – صلى الله عليه وسلم – ” لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ” ، قَالَتْ-رضى الله عنها-: يُحَذِّرُهُمْ مِمَّا صَنَعُوا ،وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ” .

🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن ذلك الصلاة عندها (القبور)، وإن لم يبن هناك مسجد، فإن ذلك أيضًا اتخاذها مسجدًا، كما قالت عائشة: «ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدًا».

🌱ولم تقصد عائشة – رضي الله عنها – مجرد بناء مسجد ، فإن الصحابة –رضى الله عنهم – لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وإنما قصدت أنهم خشوا أن الناس يصلون عند قبره، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلي فيه فإنه يسمى مسجدًا ، وإن لم يكن هناك بناء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «جعلتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا».

🔹 قال القرطبي : قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “لا تصلوا إلى القبور” ؛ أى لا تتخذوها قبلة، وكلّ ذلك لقطع الذريعة أن يعتقد الجهَّال في الصلاة إليها أو عليها الصلاة لها، فيؤدِّي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام .

2️⃣ الصورة الثانية : أن يأتي شخص إلى قبر فيسجد عليه :
🔺روى أبو يعلى بسند صحيح : عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه: «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلي عليها .

🔺قال ابن حجر الهيتمي : «واتخاذ القبر مسجداً معناه : الصلاة عليه أو إليه».

3️⃣ الصورة الثالثة : أن يُعْمد إلى قبر لمعظِّم فيُبنى عليه مسجد :

🗯 كما ورد في قوله – صلى الله عليه وسلم – عن النصارى :” إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” .

🗯وقد ترجم البخاري -رحمه الله- لحديث (لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) بقوله: (باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور) ؛ فجعل من معنى الاتخاذ البناء على القبور المساجد.

🗯قال شيخ الإسلام ابن تيمية : اتخاذ القبور مساجد يتناول شيئين: أن يبني عليها مسجداً ، أو يصلي عندها من غير بناء ، وهو الذي خافه النبي- صلى الله عليه وسلم – وخافته الصحابة إذا دفنوه بارزا: خافوا أن يُصلي عنده فيتخذ قبره مسجداً.
◽وصلى الله على النبي.◽

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى.
  • مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ.أخرجه البخاري (614)
  • وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ. اخرجه مسلم (1162)
  • سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ – أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ – وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ.أخرجه البخاري (6323)
  • كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى.أخرجه مسلم (2983)