الثلاثاء 19 شعبان 1446 - 18 فبراير 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (18)

🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه”:

🗃السؤال الثامن عشر: بدأ الشرك في الأرض بتعظيم الصالحين ، لذا جاء الشرع بسد الذرائع الموصلة لذلك ، وضح ذلك ❔
✍الجواب: 🗯روى الشيخان من حديث عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: ذَكَرَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ – رضي الله عنهما – لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: ” إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.

💦فمن هنا جاءت بداية تزيين الشيطان لعبادة وتعظيم الصالحين والتعلق بالقبور .

🗯وخير مثال على ذلك ما وقع من بدء الشرك في قوم نوح عليه السلام ، وذلك لما مات منهم رِجَالٌ صَالِحون , أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا ، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ , فَفَعَلُوا , فَلَمْ تُعْبَدْ , حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ من دون الله تعالى.

💦فلقد استدرج الشيطانُ الناسَ بحيله ومَكره إلى الشرك بعبادة القبور، وذلك حين قال لهم : هل لكم أن أصورهم لكم إذا نظرتم إليهم – ذكرتموهم فيذهب حزنكم وتنشطون في العبادة ، فقالوا: نعم، فصورهم لهم .

🗯ثم لما تقدَّم الزمن وانقرض الآباء والأبناء وأبناء الأبناء ونُسِي العلمُ ، جاء الشيطان في صورة الإنسان وقال لمن بعدهم: إن من كان قبلكم من سلفكم كانوا يعبدونهم؛ فعبدوهم، ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية.

💦 فعبادة القبور هي أصل شرك العالم، وأن المشركين القبوريين قد ظهروا في عهد نوح -عليه السلام – بسبب عبادة هؤلاء الأولياء الخمسة، وعكوف القبورية في ذلك العهد على قبورهم، وبذلك وجدت القبورية على الأرض، ثم تطورت القبورية حتى انتشرت في العرب وغيرهم .

💎ومما سبق نخلص بقضية مهمة :
🔸”أنَّ أول شرك وقع في الأرض إنما كان سببه تعظيم الصالحين والغلو فيهم ” .

🔸فالمبالغة في مدح الصالحين قد أدت بكثير منهم في آخر الأمر إلى الوقوع في:
▪ شرك الربوبية ومن ثَم شرك الألوهية وشرك الأسماء والصفات▪ 1️⃣شرك الربوبية : 🔺وذلك باعتقاد أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون، وأنهم يسمعون كلام من دعاهم ولو من بعد، وأنهم يجيبون دعاءه، وأنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب.

2️⃣شرك الألوهية : 🔺فترتب على وقوعوهم في شرك الربوبية قيامهم بدعاء الأموات من دون الله، والإستغاثة بهم، وهذا والعياذ بالله من أعظم الشرك .

3️⃣شرك الأسماء والصفات :

🔺قال تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى (20)}
🔺فسمَّوا “اللات” من “الإله ” المستحق للعبادة، و”العزّى” من “العزيز” و “مناة” من “المنان” إلحادًا في أسماء الله وتجرياً على الشرك به .

🍂لذا فقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغلو في مدحه ، فقال:« لاَ تُطْرُونِي ، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ ».(أخرجه البخاري)

🍂ولما قال رجل لرسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- ” ما شاء اللُه وشئتَ ” ، عقَّب عليه، وقال: «أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده ».

🍂وإذا كان هذا في حقه صلى الله عليه وسلم ، فغيره من البشر أولى .

💫وتأمل في فعل صحابة النبى – صلى الله عليه وسلم – في سد الذرائع الموصلة إلى شرك الغلو في الصالحين: لما فتح الصحابة –رضى الله عنهم- مدينة تستر وجدوا جسد النبي دانيال –عليه السلام- الذى قُدّر أنه مات قبل ثلاثمائة سنة من البعثة النبوية تقريباً ، وجدوه وما تغير منه شىء ، فحفروا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة، فلما كان الليل دفنوه ، وقاموا بتسوية القبور كلها، لتعمية قبره على الناس ؛ فقد رأوا أنَّ السماء كانت إذا حبست عن الناس أبرزوا السرير فيمطرون ، فأراد الصحابة –رضى الله عنهم- غلق هذا الباب من الفتنة.

💫لذا فقد أغلق الشرع كل السبل وسد كل الذرائع الموصلة إلى الغلو في الصالحين ، فنهى عن اتخاذ القبور مساجد ، ونهى عن الصلاة عند القبور ، وعن تعليتها :

🌱قال صلى الله عليه وسلم قال: “اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا ، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”. .

🌱وأخرج مسلم عن عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ – رضي الله عنه – قال :بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – أَنْ لَا أدعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ , وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا , وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ” .

🌱قال الصنعاني :اتفق الناس، سابقهم ولاحقهم ، وأوَّلهم وآخرهم من لدن الصحابة- رضي الله عنهم- إلى هذا الوقت: أنَّ رفعَ القبور والبناء عليها بدعةٌ من البدع التي ثبت النهيُ عنها، واشتدَّ وعيدُ رسول الله لفاعلها.

▫وصلى الله على النبي.▫

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. أخرجه البخاري(1423)
  • أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ. أخرجه مسلم(2726)
  • مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ كانَ كَمَن أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِن وَلَدِ إسْمَاعِيلَ. أخرجه مسلم (2693)
  • رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا. أخرجه مسلم(725)
  • يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى.