🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه” :
📌السؤال السابع عشر:ما هو حكم الاستثناء فى الإيمان ؟
📝الجواب:
🌱الاستثناء في الإيمان أن يقول المرء ” أنا مؤمن إن شاء الله “”.
🔰وفي حكم ذلك أقوال :
1️⃣القول الأول :حرمة الاستثناء فى الإيمان :
🗯قال به الجهمية والمرجئة الكرامية ؛ لأنَّ الإيمان عندهم واحد يعلمه المرء من نفسه، فإن استثنى كان ذلك دليلاً على شكه في إيمانه.
🗯لذا فأصحاب هذا القول يعدُّون الاستثناء فى الإيمان شكاً ، ويطلقون على من استثنى فى إيمانه اسم “الشكَّاكة”.
2️⃣القول الثانى : وهو وجوب الاستثناء في الإيمان ،و قال به بعض أهل السنة والكلَّابية:
🍃وذلك باعتبار الحال والمآل :
🔸فأما المآل : فلأنَّ المرء لا يعلم خاتمته ، وعلى أي شيء يموت ، وعليه فمن لم يستثن في الإيمان فقد جزم لنفسه بالجنة .
🔸وأما الحال : فلأن الإيمان إنما هو فعل المأمورات وترك المحظورات، وهذا لا يجزم به أحد؛ للنقص الذى يعتري المرء .
🔸كما أن الجزم بالإيمان فيه تزكية للنفس ، وقد قال الله تعالى (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)(النجم/32)
📑والراجح في ذلك هو التفصيل:
1️⃣حالات يحرم فيها الاستثناء ، وذلك إن كان الاستثناء عن شك : 🔹فهو محرم ، بل هو كفر ؛ لقوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )(الحجرات/15)
🔹 وذلك لأن اليقين شرط من شروط صحة ” لا إله إلا الله “.
2️⃣حالات يشرع فيها الاستثناء :
💎الاستثناء لمن يخشى تزكية النفس ،أو باعتبارالموافاة فهو حق.
▪كما أدَّب الله -تعالى- أنبيائه على ذلك ، كما فى قول إبراهيم عليه السلام ( وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا )(الأنعام: 80)
▪قَالَ اسحاق بن منصور :وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» ، الِاسْتِثْنَاءُ هَاهُنَا عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقَعُ ؟ قَالَ: «عَلَى الْبِقَاعِ، لَا يَدْرِي أَيُدْفَنُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلَيْهِمْ أَوْ غَيْرِهِ»
💎أن يتوجه الاستثناء إلى الإيمان المطلق :
▫لأنَّ عدم الاستثناء يتضمن أن العبد فعل جميع ما أمر به ، وفى ذلك تزكية للنفس، ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم : وَاللَّهِ إِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِى .
▫قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فمن قال: أنا مؤمن إن شاء الله وهو يعتقد أن الإيمان فعل جميع الواجبات ويخاف أن لا يكون قائما بها فقد أحسن ولهذا كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم .
💎 أن يتوجه الاستثناء إلى مطلق الإيمان، الذى هو أصله :
⛔فهنا لا يجوز الاستثناء ؛ فالمرء عليه أن يجزم بالإيمان قاصداً التصديق بما يعتقده ، كما حكى الله عن المؤمنين (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )(آل عمران/53) ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )(المؤمنون/109)
📚ومثل هذا هو ما أمرنا به ،كما في قوله تعالى(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(البقرة /136)
📚وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي مُؤْمِنٌ، فقَالَ عبد الله : ” قُلْ: إِنِّي فِي الْجَنَّةِ ! وَلَكِنَّا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ” .
📚قال أبو يعلى : لا يكون الاستثناء شكاً إنما هي سنة ماضية عند العلماء ، فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت ؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، ويقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله .
🔅تم بحمد الله .🔅