الثلاثاء 15 ذو القعدة 1446 - 13 مايو 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (٥)

🌱 سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب “الأربعون العقدية”

5️⃣السؤال الخامس:قوله-تعالى-:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون:14]،فهل مِن خالقٍ مع الله❔
📝والجواب📝 أن يقال :

💎أنّ الخلق يطلق على فِعل الرب ، ويُطلَق كذلك على فعل العبد ، فأما إطلاق الخلق في فعل الله – تعالى – فعلى معنيين :

1️⃣المعنى الأول: خلقٌ هو إيجاد من العدم :وهذا لا يكون إلا لله – تعالى- وحده ،

🔹وهذا ما ورد في قوله تعالى { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:17]،

🔹 وقال -تعالى- بعد ذكره لخلق السماوات والجبال (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)(لقمان:11) ،

🔹قوله عَزَّ وَجَلَّ في الحديث القدسي : «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً»(رواه البخاري) .

2️⃣ المعنى الثاني :خلقٌ هو تحويل الشيء من صورة إلى صورة:

🔵فيكون إطلاق لفظ “الخلق” هنا بمعنى الصنع والتقدير ، فالعرب تسمِّي كل صانع خالقاً : وهذا المعنى يقع في فعل الله تعالى ، ويقع في فعل العبد ، مع الفارق.

🔵 وكذلك يقع معنى “الخلق ” على المعنى الثاني في فعل العبد ، كما في قول إبراهيم -عليه السلام- لقومه: { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً…} [العنكبوت:17]، أَي تقدرونه وتهيئونه ، فسمّى نَحْتَهم للأصنام “خَلقاً” .

🔵كذلك ما قد وردَ من فعل عيسي عليه السلام: { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ…} [آل عمران:49]

🔵فسمَّى فعله حين حوَّل الطين إلى هيئة الطير سمَّاه خلقاً .

💫ومن السنة :

🟡ما ورد في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِيَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ »(متفق عليه)

🟡ومعلوم ‏أنَّ المصوِّر لم يوجِد شيئاً من العدم ، إنما حوَّلَ الطينَ أو الحَجَرَ إلى صورة إنسان أو طير.

🟡وعلى هذا المعنى الثاني يُحمل قوله تعالى{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ، فيكون المعنى المراد : ” تبارك الله أحسن المقدِّرين “.

📚ومما يؤيد ذلك :

🔆أنَّ الله – تعالى- إنما ذكر قوله عزوجل ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14))(المؤمنون:14) ، وقوله تعالى( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23))(المرسلات: 23)، بعد ذكره لمراحل خلق الإنسان في الموضعين ،فتأمل .
‏ 🔆قال مجاهد في قوله تعالى { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 14] قال:” يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين ” . ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن(17/25)).

🔆قال القرطبي:”يقال لمن صنعَ شيئاً: خَلَقَهُ، ولا تُنفى اللفظة عَنِ البَشَرِ في معنى الصُّنْع ؛ وإنما هي منفيّة بمعنى الاختراع والإيجاد من العدم .(الجامع لأحكام القرآن (12 / 110))

🔆قال ابن الجوزي : الخلق يكون بمعنى الإِيجاد، ولا موجِد سوى الله تعالى، ويكون بمعنى التقدير،

💎فهذا المراد في قوله: ” أَحْسَنُ الْخالِقِينَ “، أنَّ بني آدم قد يصوِّرون ويقدِّرون ويصنعون الشيء، فالله -تعالى- خير المصوِّرين والمقدِّرين ،

💎وقال الأخفش: الخالقون ها هنا هم الصانعون، فالله خير الخالقين”. ( زاد المسير في علم التفسير(3/258)).
🔹 وصلى الله على النبيّ.🔹

#الصفحة_الرسمية_للشيخ_أيمن_إسماعيل

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدْوَمُها، وإنْ قَلَّ. قالَ: وكانَتْ عائِشَةُ إذا عَمِلَتِ العَمَلَ لَزِمَتْهُ. أخرجه مسلم(783)
  • سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ – أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ – وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ.أخرجه البخاري (6323)
  • عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ. أخرجه مسلم (597)
  • أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ. أخرجه مسلم (2726)
  • أنَّ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، قالَ له: إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ.أخرجه البخاري (609)