🌱 سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب “الأربعون العقدية”
5️⃣السؤال الخامس:قوله-تعالى-:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون:14]،فهل مِن خالقٍ مع الله❔
📝والجواب📝 أن يقال :
💎أنّ الخلق يطلق على فِعل الرب ، ويُطلَق كذلك على فعل العبد ، فأما إطلاق الخلق في فعل الله – تعالى – فعلى معنيين :
1️⃣المعنى الأول: خلقٌ هو إيجاد من العدم :وهذا لا يكون إلا لله – تعالى- وحده ،
🔹وهذا ما ورد في قوله تعالى { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:17]،
🔹 وقال -تعالى- بعد ذكره لخلق السماوات والجبال (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)(لقمان:11) ،
🔹قوله عَزَّ وَجَلَّ في الحديث القدسي : «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً»(رواه البخاري) .
2️⃣ المعنى الثاني :خلقٌ هو تحويل الشيء من صورة إلى صورة:
🔵فيكون إطلاق لفظ “الخلق” هنا بمعنى الصنع والتقدير ، فالعرب تسمِّي كل صانع خالقاً : وهذا المعنى يقع في فعل الله تعالى ، ويقع في فعل العبد ، مع الفارق.
🔵 وكذلك يقع معنى “الخلق ” على المعنى الثاني في فعل العبد ، كما في قول إبراهيم -عليه السلام- لقومه: { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً…} [العنكبوت:17]، أَي تقدرونه وتهيئونه ، فسمّى نَحْتَهم للأصنام “خَلقاً” .
🔵كذلك ما قد وردَ من فعل عيسي عليه السلام: { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ…} [آل عمران:49]
🔵فسمَّى فعله حين حوَّل الطين إلى هيئة الطير سمَّاه خلقاً .
💫ومن السنة :
🟡ما ورد في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِيَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ »(متفق عليه)
🟡ومعلوم أنَّ المصوِّر لم يوجِد شيئاً من العدم ، إنما حوَّلَ الطينَ أو الحَجَرَ إلى صورة إنسان أو طير.
🟡وعلى هذا المعنى الثاني يُحمل قوله تعالى{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ، فيكون المعنى المراد : ” تبارك الله أحسن المقدِّرين “.
📚ومما يؤيد ذلك :
🔆أنَّ الله – تعالى- إنما ذكر قوله عزوجل ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14))(المؤمنون:14) ، وقوله تعالى( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23))(المرسلات: 23)، بعد ذكره لمراحل خلق الإنسان في الموضعين ،فتأمل .
🔆قال مجاهد في قوله تعالى { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 14] قال:” يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين ” . ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن(17/25)).
🔆قال القرطبي:”يقال لمن صنعَ شيئاً: خَلَقَهُ، ولا تُنفى اللفظة عَنِ البَشَرِ في معنى الصُّنْع ؛ وإنما هي منفيّة بمعنى الاختراع والإيجاد من العدم .(الجامع لأحكام القرآن (12 / 110))
🔆قال ابن الجوزي : الخلق يكون بمعنى الإِيجاد، ولا موجِد سوى الله تعالى، ويكون بمعنى التقدير،
💎فهذا المراد في قوله: ” أَحْسَنُ الْخالِقِينَ “، أنَّ بني آدم قد يصوِّرون ويقدِّرون ويصنعون الشيء، فالله -تعالى- خير المصوِّرين والمقدِّرين ،
💎وقال الأخفش: الخالقون ها هنا هم الصانعون، فالله خير الخالقين”. ( زاد المسير في علم التفسير(3/258)).
🔹 وصلى الله على النبيّ.🔹
#الصفحة_الرسمية_للشيخ_أيمن_إسماعيل