سؤال : ما هو الوقت الذى تتحقق فيه السنة في مسألة تأخير السحور ؟
الجواب : روي الشيخان من حديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أنه سئل عن سحور النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ فقال : كان بين فراغهم من السحور ودخولهم في الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية . مما يُشعر بأنّ هذا وقتٌ يسير.. فالسحور اسم لما يؤكل في السحر . ووقت السّحر: هو الوقت الكائن بين الفجر الكاذب والفجر الصادق .كما حقق ذلك البجيرمي في حاشيته على منهج الطلاب(1/203) ، و ابن حجر في فتح الباري(2 /487) وهو ما ورد في قول بعض المغاربة:
” ما بيَّن كاذبٍ وصادقٍ سَحَّر * على الذي اختارَه ابن حجر” . * ومما يؤيد أن سحور النبي – صلى الله عليه وسلم –كان بين أذان الفجر الأول والأذان الثانى : ما رواه أحمد عن أنس –رضى الله عنه-قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في السحر: ” يا أنس، إني أريد الصيام، فأطعمني شيئا “. قال: فجئته بتمر وإناء فيه ماء بعد ما أذن بلال … (رواه النسائي (2167)وأحمد(13033))وأصله في الصحيح. وتقدير هذا الوقت يكون على التقريب ما قبل أذان الفجر الثانى بنصف ساعة أو أقل . وكان الصحابة – رضى الله عنهم- يُؤخرون سحورهم تأخيراً شديداً رغبة في إصابة السنة . * لذا فالأجر المترتب على تناول أكلة السحور لا يتحصل بجعلها أول الليل ، إنما يتحصل لمن وافق السنة بجعلها في وقت السحر . كما سمّاها بذلك صلى الله عليه وسلم – بقوله : ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر” (رواه مسلم(1096)) * وأما من تعذَّر عليه تأخير السحور إلى هذا الحد المذكور فله أن يجعل فى وقت السحر المذكور بعض التمر والماء فيكون – إن شاء الله – قد أصاب سنة تأخير السحور . فقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه -مرفوعاً: (نِعم سُحور المؤمن التمر) ( رواه أبو داود (2345) وصحَّحه ابن حبان. وعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وذلك في السحر: ((يا أنس، إني أريد الصيام، فأطعمني شيئًا))، قال: فجئتُه بتمر وإناء فيه ماء.”تقدم تخريجه أعلاه” . وصلى الله على النبي .