الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 - 03 ديسمبر 2024

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (20)

🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون ا

🗃السؤال العشرون: قالوا : نهى الشرع عن اتخاذ القبور مساجد، و المسجد النبوي به قبر النبي صلى الله عليه وسلم⁉
✍والجواب
🔰على هذه الشبهة من جوانب ثلاثة:
◾رد تاريخي ◾ورد أصولي ◾ورد عقدي

◼أولًا: الرد التاريخي : 💭عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم- لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَهُ , حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ – رضي الله عنه – سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ , قَالَ:” مَا قَبَضَ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ , ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ، فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ.

🍂لذا فقد دُفن النبيُ -صلي الله عليه وسلم – في حجرته في بيت عائشة رضى الله عنها، وقد كانت حجرتها ملاصقة للمسجد النبوى .

🍂وفي عهد الخلفاء الأربعة –رضى الله عنهم- زاد عدد المسلمين واحتيج إلي توسعة المسجد النبوي ، فقاموا بتلك التوسعات وكانوا لعلمهم وفقههم يتجنبون إدخال الحجرة التى بها قبر الرسول – صلي الله عليه وسلم – في المسجد .

🍂فلمَّا كان في خلافة الوليد بن عبد الملك في السَّنَة الثامِنة والثَّمانين من الهجرة ، فقد أراد الوليد أن يوسِّع المسجد النبوي ، فأمر عامله علي المدينة – عمر بن عبد العزيز- أن يدخل جميع حجرات زوجات النبي -صلي الله عليه وسلم – في المسجد بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .

🍂وقد شَقَّ ذلك على الفقهاء والعلماء، وكان فيهم سعيدُ بنُ المُسَيَّب ، فلم يرض سعيد بن المسيَّب بذلك ؛ لئلا يدخل القبر في المسجد النبوي . ومع إصرار الوليد بن عبد الملك علي ذلك فقد تم إدخال جميع حجرات أمهات المؤمنين إلي المسجد ، بما في ذلك حجرة عائشة رضى الله عنها .

💭لذا لنا أن نقول في هذا الجانب أن ما فعله الوليد بن عبدالملك في هذا الباب يشبه ما ذكره الله – تعالى- في قصة فتية الكهف { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}.

🍂وبهذا يتضح لنا أمر مهم : أن القبر الشريف –على صاحبه الصلاة والسلام- إنما دخل في المسجد من جرَّاء التوسعات .

💭وعليه يقال : لا بُنى المسجد النبوى على القبر الشريف ، ولا قُبِرَ النبيُ –صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوى .

◼ثانياََ: الرد الأصولي :
💫إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم – قد نهي عن اتخاذ القبور مساجد سداً للذريعة وحسماً لمادة الفتنة التى تتمثل في الغلو في الصالحين ، فالقاعدة الأصولية تنص على أن : ” ما منع سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة ”

💫فالمصلحة العظيمة للصلاة في المسجد النبوى ، حيث تتضاعف أجر الصلاة فيه ألف صلاة عن الصلاة في غيره ، تترجح على منع ذلك سداً للذرائع المذكورة .

💫وكلا الأمرين منتفٍ في حق المساجد الأخرى التى بها أضرحة ؛ فلا الصلاة فيها متضاعفة حتى نرجَّح جانب المصلحة بالصلاة فيها ، ولا نحن أمنا وقوع البدع الشركية كما هو واقع عند المشاهد والأضرحة .

◼ثالثاََ:الرد العقدي :
💦قد نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن اتخاذ القبور مساجد سداً لذريعة الشرك ، كما سبق بيانه آنفاً ،وهذه العلة انتفت عن المسجد النبوي ؛🔹و ذلك من وجوه : 🔹

1️⃣القبر النبوي الشريف ليس ظاهراً كما هو حال الأضرحة في المساجد الأخري ، والتى تراها .

💦قال النووي وهو يذكر وضع القبر الشريف : قد بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام ويؤدي المحذور ، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا ؛ حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر .

2️⃣النبي -صلى الله عليه وسلم – قد دعا ربه فقال : ” اللهم لا تجعلْ قبرى وثناً يُعبد”
🌀وهذه الدعوة – بفضل الله- استجيبت للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد وضعت التحصينات والحواجز التى تحول دون الوصول للقبر الشريف ، ويُطرد عن القبر كل من يظهر أمراً من المغالاة أو المبالغة عند القبر النبوى .

🌀قال أبو العباس ابن تيمية :وقد استجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلم يُتخذ – ولله الحمد – قبره وثنًا يعبد، ولا يمكن أن يفعل عنده ما هو دون هذا
وذريعة إليه مما نهى عنه، فلا يستطيع أحد أن يفعل عند قبره منكرًا .

🌀لذا قال ابن القيم: فأجاب ربُ العالمين دعاءه … وأحاطه بثلاثة الجدران حتى غدت أرجاؤه بدعائه … في عزة وحماية وصيان.

💎نقول : فأين هذا مما يفعل عند الأضرحة من البدع الشركية مما يعجز القلم عن حصره ،ويستحي من ذكره حيث الافتتان بالقبور وتحبيس الأموال عليها وطلب الدعاء منها والاستغاثة بها عند الضراء ، وتقديم النذور لهم.

🌱وتأمل في قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب : وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم. فسمَّي هذه الأضرحة أصناماً ، وسمَّى أفعالهم لها عبادة .وصدق رحمه الله ؛ فالعبرة في الأفعال بالمقاصد والمعانى ، وليست بالألفاظ والمبانى .

💎أقول : ومما سبق من هذه الوجوه كله فى الرد على شبهة وجود القبر النبوي الشريف بالمسجد فقد كره العلماء كثرة تردد المصلِّين على زيارة القبر الشريف .

🌱فقد سئل مالك -رحمه الله – عن الغريب يأتي قبر النبي كل يوم ، فقال : ما هذا من الأمر ، وذكر حديث : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد )

💎قال ابن رشد : فيُكره أن يُكثر المرور به ، والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه لئلا يُجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا ) ” .

🌱وسئل القاضي عياض عن أناس من أهل المدينة يقفون على القبر في اليوم مرة أو أكثر ، ويسلمون ويدعون ساعة ، فقال : ” لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ” .

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • أنَّ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، قالَ له: إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ.أخرجه البخاري (609)
  • من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ. صحيح النسائي(1296) وصحَّحه الألباني
  • لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجَنَّةَ؟ أوْ قالَ قُلتُ: بأَحَبِّ الأعْمَالِ إلى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقالَ: سَأَلْتُ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً. أخرجه مسلم(488)
  • يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى.
  • إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ.