🌱سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒مقتطفات من “الأربعون العقديه”:
🗃السؤال التاسع عشر: قد نهي النبي -صلي الله عليه وسلم – عن اتخاذ القبور مساجد ، فقال: ” أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ” ، فما هي صور اتخاذ القبور مساجد ؟
✍الجواب : 🔰إنما يُتخذ القبر مسجداً بواحدة من هذه الصور:
1️⃣الصورة الأولى :أن يأتي المرء إلى الصلاة فيكون القبر بينه وبين القبلة ؛ وهذا مما قد ورد النهى عنه :
🌱روى مسلم : عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلَا تَجْلِسُوا عَلَيْهَا».
🔹والنهى عن الصلاة إلى القبورإنما ورد تحذيرًا للأمة عن التذّرع إلى عبادة الموتى من تعظيم القبور ، والظاهر أن النهي يشمل الصلاة في محل فيه قبر، سواء تأخر عن المصلي أو تقدم كالصلاة في القباب والمشاهد والنهي للتحريم .
🌱ومن ذلك ما ذكرته عائشة -رضى الله عنها- تعقيباً على قوله – صلى الله عليه وسلم – ” لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ” ، قَالَتْ-رضى الله عنها-: يُحَذِّرُهُمْ مِمَّا صَنَعُوا ،وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ” .
🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن ذلك الصلاة عندها (القبور)، وإن لم يبن هناك مسجد، فإن ذلك أيضًا اتخاذها مسجدًا، كما قالت عائشة: «ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدًا».
🌱ولم تقصد عائشة – رضي الله عنها – مجرد بناء مسجد ، فإن الصحابة –رضى الله عنهم – لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وإنما قصدت أنهم خشوا أن الناس يصلون عند قبره، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلي فيه فإنه يسمى مسجدًا ، وإن لم يكن هناك بناء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «جعلتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا».
🔹 قال القرطبي : قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “لا تصلوا إلى القبور” ؛ أى لا تتخذوها قبلة، وكلّ ذلك لقطع الذريعة أن يعتقد الجهَّال في الصلاة إليها أو عليها الصلاة لها، فيؤدِّي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام .
2️⃣ الصورة الثانية : أن يأتي شخص إلى قبر فيسجد عليه :
🔺روى أبو يعلى بسند صحيح : عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه: «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلي عليها .
🔺قال ابن حجر الهيتمي : «واتخاذ القبر مسجداً معناه : الصلاة عليه أو إليه».
3️⃣ الصورة الثالثة : أن يُعْمد إلى قبر لمعظِّم فيُبنى عليه مسجد :
🗯 كما ورد في قوله – صلى الله عليه وسلم – عن النصارى :” إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” .
🗯وقد ترجم البخاري -رحمه الله- لحديث (لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) بقوله: (باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور) ؛ فجعل من معنى الاتخاذ البناء على القبور المساجد.
🗯قال شيخ الإسلام ابن تيمية : اتخاذ القبور مساجد يتناول شيئين: أن يبني عليها مسجداً ، أو يصلي عندها من غير بناء ، وهو الذي خافه النبي- صلى الله عليه وسلم – وخافته الصحابة إذا دفنوه بارزا: خافوا أن يُصلي عنده فيتخذ قبره مسجداً.
◽وصلى الله على النبي.◽