سلسله “الأربعون العقديه سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من “الأربعون العقديه” :
11)السؤال الحادي عشر:
✍️سؤال : ما هى مقتضيات شَهادَة أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟
📝الجواب:
💎وأما شهادة «أنّ محمداً عبدُه ورسولُه»:
🟡فهذه مَنزلة التوسُّط بين (الإفراط والتفريط) في حق النبي -صلى الله عليه وسلم-،وهذا الذي نصَّ عليه كتابُ الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ…}[الكهف:110].
🟡فوصْف النبيِّ – صلى الله عليه وسلم- بمقام العبودية والبشرية فيه ردٌّ على الغلاة الذين بالغوا في شأن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى قالوا في حقه ما لا يقال إلا في حق الله تعالى، فجَوَّزُوا الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقاموا يسألونه عند المُلِمّات لكَشف الكُرُبات!
💦وكم كان النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم – حريصاً على سد كل الذرائع المفضية إلى ذلك:
🔴روى أحمد بسند صحيح عن ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما- أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَجَعَلْتَنِي لِلهِ نِدّاً؟! بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ».
🔴وفي حديث البخاري لمّا قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَد، قالَ لها النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:«لا تَقُولِي هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ».
🔴وقال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ».(رواه البخاري)
🔸هكذا مقام عدم الإفراط…🔸
💭وأما عدم التفريط فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو نبيُّ الله وَرَسُولُهُ، فقد جاءت البِشارة به في: التوراة، والإنجيل، والقرآن.
🔘قال -تعالى-: {الذينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}[الأعراف:157]
🔘قال -تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ…}[الفتح:29]،
💎وأما مَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ:
🍃الذي تقتضيه هذه الشهادةُ هو تصديق القلب أنّ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ رسولٌ مِن عند الله، والتصديق واليقين بأنّه رسول الله إلى جميع الناس، وكذلك تصديقه في كل ما أخبرَ به عن رب العِزّة.
🍃وهذا التصديق لا ينفع صاحبَه إلا إذا قُرن بطاعته -صلى الله عليه وسلم- فيما به أَمَرَ، وفيما عنه نَهى وزَجَرَ.
🍃قال -تعالى-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[النساء:65]،
💎واعلمْ أنَّ الشهادتين تَشمَلان نوعينِ من التوحيد: ▪️توحيد العبادة،
▪️وتوحيد الاتّباع.
🔵فكما نشهد أنّه “لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ” -وهذا هو توحيد العبادة- نشهد كذلك أنّه “لا متبوعَ بحقٍّ إلا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-“.
🔵وهذا ما ذكره الله -تعالى- في قوله: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[الكهف:110]، وذلك تحقيق الشهادتينِ.
📚قال ابن كَثيرٍ:”لا يكون العمل حَسَناً حتى يكون خالصاً لله على شريعة رسول الله، فمتى فقدَ العملُ واحداً من هذينِ الشرطينِ حَبِطَ وبَطَلَ”. ا.هـ
📚يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:”وجِماع الدِّين شيئانِ: ▫️أحدُهما: ألّا نعبد إلا اللهَ -تعالى-،▫️ والثاني: أن نعبده بما شرع، لا نعبده بالبِدَع، كما قال: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك:2]…
🤲وكان عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعلْ عملي كلَّه صالحاً، واجعلْه لوجهك خالصاً، ولا تجعلْ لأحدٍ فيه شيئاً”. (مجموع الفتاوى (28 / 23)).