الأحد 4 جمادى الأولى 1447 - 26 أكتوبر 2025

سلسلة الأربعون العقدية – سؤال وجواب (٥)

🌱 سلسلة “الأربعون العقدية سؤال وجواب”
✒️مقتطفات من كتاب “الأربعون العقدية”

5️⃣السؤال الخامس:قوله-تعالى-:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون:14]،فهل مِن خالقٍ مع الله❔
📝والجواب📝 أن يقال :

💎أنّ الخلق يطلق على فِعل الرب ، ويُطلَق كذلك على فعل العبد ، فأما إطلاق الخلق في فعل الله – تعالى – فعلى معنيين :

1️⃣المعنى الأول: خلقٌ هو إيجاد من العدم :وهذا لا يكون إلا لله – تعالى- وحده ،

🔹وهذا ما ورد في قوله تعالى { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:17]،

🔹 وقال -تعالى- بعد ذكره لخلق السماوات والجبال (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)(لقمان:11) ،

🔹قوله عَزَّ وَجَلَّ في الحديث القدسي : «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً»(رواه البخاري) .

2️⃣ المعنى الثاني :خلقٌ هو تحويل الشيء من صورة إلى صورة:

🔵فيكون إطلاق لفظ “الخلق” هنا بمعنى الصنع والتقدير ، فالعرب تسمِّي كل صانع خالقاً : وهذا المعنى يقع في فعل الله تعالى ، ويقع في فعل العبد ، مع الفارق.

🔵 وكذلك يقع معنى “الخلق ” على المعنى الثاني في فعل العبد ، كما في قول إبراهيم -عليه السلام- لقومه: { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً…} [العنكبوت:17]، أَي تقدرونه وتهيئونه ، فسمّى نَحْتَهم للأصنام “خَلقاً” .

🔵كذلك ما قد وردَ من فعل عيسي عليه السلام: { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ…} [آل عمران:49]

🔵فسمَّى فعله حين حوَّل الطين إلى هيئة الطير سمَّاه خلقاً .

💫ومن السنة :

🟡ما ورد في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِيَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ »(متفق عليه)

🟡ومعلوم ‏أنَّ المصوِّر لم يوجِد شيئاً من العدم ، إنما حوَّلَ الطينَ أو الحَجَرَ إلى صورة إنسان أو طير.

🟡وعلى هذا المعنى الثاني يُحمل قوله تعالى{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ، فيكون المعنى المراد : ” تبارك الله أحسن المقدِّرين “.

📚ومما يؤيد ذلك :

🔆أنَّ الله – تعالى- إنما ذكر قوله عزوجل ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14))(المؤمنون:14) ، وقوله تعالى( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23))(المرسلات: 23)، بعد ذكره لمراحل خلق الإنسان في الموضعين ،فتأمل .
‏ 🔆قال مجاهد في قوله تعالى { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 14] قال:” يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين ” . ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن(17/25)).

🔆قال القرطبي:”يقال لمن صنعَ شيئاً: خَلَقَهُ، ولا تُنفى اللفظة عَنِ البَشَرِ في معنى الصُّنْع ؛ وإنما هي منفيّة بمعنى الاختراع والإيجاد من العدم .(الجامع لأحكام القرآن (12 / 110))

🔆قال ابن الجوزي : الخلق يكون بمعنى الإِيجاد، ولا موجِد سوى الله تعالى، ويكون بمعنى التقدير،

💎فهذا المراد في قوله: ” أَحْسَنُ الْخالِقِينَ “، أنَّ بني آدم قد يصوِّرون ويقدِّرون ويصنعون الشيء، فالله -تعالى- خير المصوِّرين والمقدِّرين ،

💎وقال الأخفش: الخالقون ها هنا هم الصانعون، فالله خير الخالقين”. ( زاد المسير في علم التفسير(3/258)).
🔹 وصلى الله على النبيّ.🔹

#الصفحة_الرسمية_للشيخ_أيمن_إسماعيل

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ. اخرجه مسلم (1162)
  • عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ. أخرجه مسلم (597)
  • مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ.أخرجه مسلم (245)
  • دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ.أخرجه مسلم (656)
  • كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ. أخرجه مسلم (2698)