الثلاثاء 6 محرم 1447 - 01 يوليو 2025

سلسلة فقه الأضاحي سؤال وجواب (2)

المقال الثاني
✍️ما حكم الأضحية❓

✒️اختلف الفقهاء في حكم الأضحية :

📖ذهب الحنفية إلى أنَّ الأضحية واجبة على الموسر المقيم من أهل الأمصار، وهى رواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقال به الليث.

👈ومن أدلتهم على الوجوب:
1️⃣ما روى مرفوعًا عن أبي هريرة -رضى الله عنه-:«مَن وَجَدَ سَعَةً فلم يُضَحِّ ‌فلا ‌يَقْرَبَنَّ مُصَلَاّنا».
قالوا: ومثل هذا الوعيد لا يُلحق إلا بترك ما كان واجبًا.

2️⃣ما روي مرفوعًا من حديث مخنف بن سليم : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةً وَعَتِيرَةً » .

✒️والراجح –والله أعلم – هو ما ذهب إليه جمهور الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين والفقهاء ، وهو قول الشافعى وأحمد ،
🔺وقول لمالك : أنَّ الأضحية سُنّةٌ مؤكدة ، فلا تجب الأضحية إلاّ بالنذر أو التعيين .
🔺 إلا أنَّ أحمد قد كره ترك الأضحية مع القدرة عليها .
🔺قال ابن حزم : لا يصح عن أحد من الصحابة –رضى الله عنهم- أنها واجبة.

✒️ومما يُستدل به على أنَّ الأضحية مستحبة :
🔸حديث أم سلمة -رضى الله عنها -: « أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: « إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ ‌وَأَرَادَ ‌أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ».

👈ووجه الدلالة:أنه قد علَّق الأضحية على إرادة المضحي ، والتعليق بالإرادة ينافي الوجوب.

🔸ويؤيد ذلك: أنَّ الأضحية ذبيحة لم يجب تفريق لحمها، فلم تكن واجبة كالعقيقة.

🔸قال الشوكاني: تضحيته – صلى الله عليه وسلم – عن أمته وعن أهله، تجزئ كل من لم يضح ، سواء كان متمكنًا من الأضحية أو غير متمكن .

💎وأما ما استدل به المجيبون :
🍀 وأما حديث أبى هريرة -رضي الله عنه- : فهو حديث مختلف بين وقفه ورفعه.

🍀 قال ابن القيم : قال أحمد في رواية حنبل : “هذا حديث منكر ” . 🚫
✅والصواب وقفه كما رجَّح ذلك الدارقطني ، فقد رواه موقوفًا بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه،

👈 وممن رجَّح وقفه : ابن حجر وابن عبد البر والترمذي وابن عبد الهادي والزيلعي .

👈 وعلى فرض صحة رفعه فهو محمول على تأكيد الاستحباب ، كغُسل الجمعة في حديث: «غُسل الجمعة واجب على كل محتلم» .

🍀وأما حديث مخنف بن سليم : فقد ضعَّفه جمعٌ من أهل العلم ؛ لجهالة أبي رملة .
👈قال الخطابي: ” هذا الحديث ضعيف المخرج ، وأبو رملة مجهول “.

☑️ يؤيده : قول حذيفة بنُ أَسِيدٍ -رضي الله عنه – : ” رأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ – رضي الله عنهما- ‌لا ‌يُضَحِّيانِ ؛ كَراهيَةَ أن يُقتَدَى بهِما.

🔸 قَالَ الشَّافِعِيُّ: قوله ” كَراهيَةَ أن يُقتَدَى بهِما ” : يَعْنِي فَيَظُنُّ مَنْ رَآهُمَا أَنَّهَا وَاجِبَةٌ قال الماوردي: ورُوى عن الصحابة – رضي الله عنهم – ما ينعقد به الإجماع على سقوط الوجوب .

🔸 قلت : وقد صح عن ابن عمر وابن مسعود – رضى الله عنهم – القول بالاستحباب .

🍀فإن قيل : قد أمر -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ أن يعيد الأضحية.

💎أليس هذا دالاً على وجوبها❓
📝وجوابه : لا يمنع أن يكون الأمر مستحبًا، لكنه يلزم بالشروع فيه ، ويلزم صاحبه القضاء إن أدَّاه على غير هيئته المطلوبة شرعًا ، ولهذا نظائر ،
✍️منها:

🔸من شرع في حج تطوع فأفسده فإنه يلزمه القضاء ، والله أعلم . لكن : مع القول باستحباب الأضحية ،فقد ندب النبىُّ – صلى الله عليه وسلم – أمته إلى الأضحية ،فلا ينبغى لموسر تركها . فإنه لم يُحفظ عن النبىِّ – صلى الله عليه وسلم – أنه ترك الأضحية قط .

✒️فقد ضحَّى_ صلى الله عليه وسلم _في المدينة من حين قدم إليها إلى أن مات ، ولم يترك الأضحية حتى حال سفره .

🍀عَنْ ثَوْبَانَ- رضي الله عنه- قَالَ: «ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قَالَ: 👇 ” يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ ” ، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ».

المصحف الصوتي

جدول الدروس

3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 5:00 ص
الي 6:00 ص
شرح بلوغ المرام
3 م- 7 م
شرح الاصول من علم الاصول
من 10:00 م
الي 11:00 م
مجالس التفسير

حديث شريف

  • وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ. اخرجه مسلم (1162)
  • من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ. صحيح النسائي(1296) وصحَّحه الألباني
  • أنَّ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، قالَ له: إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ.أخرجه البخاري (609)
  • يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى.
  • يَدْخُلُ مِن أُمَّتي الجَنَّةَ سَبْعُونَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ منهمْ، ثُمَّ قامَ آخَرُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ قالَ: سَبَقَكَ بها عُكّاشَةُ. أخرجه مسلم(216)